الشارقة: «الخليج»
ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظّم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية الثلاثاء الماضي، حضرها جمهور حاشد، وشارك فيها الشعراء: يوسف الحمود، ودانة أبو محمود، وسعيد المنصوري، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت.
قدّم الأمسية الشاعر رجب السيد الذي تحدث عن تجربة بيت الشعر في تحقيق إنجازات ملموسة في المشهد الثقافي.
وقدم الشعراء قصائد حلّقت في أطياف الحب والعتاب والحزن بإيقاعات متدفقة، التقطت بعفوية مشاعر الشجن والحنين والفقد، وفلسفة الحياة.
افتتح الأمسية يوسف الحمود بقصيدة «أكسجين الشعر»، وقصيدة أخرى بعنوان «عن سفور القصيدة» ويحيك من خلالها صورة فلسفية لما يتبدى في القلب من رؤى، وأحلام تزهر معه في صباح الأمنيات.
الحييّاتُ من بنات خيالي
الغنيّاتُ عن حُلىً ولآلي
الخفيّاتُ كالصلاةِ بكاءً
الأبيّاتُ ورطة الانتحالِ
هُنَّ أودعنني سكينة روحي
وبهنَّ استنار ليل ابتهالي
صديَ القلب والمشارب شتى
قال: لا تلتمس دوام الحال
وافتتحت دانة أبو محمود قراءاتها بأبياتٍ تجلت فيها محبتها للوطن، ومناجاتها له بحرفٍ يقطر عطر شوق ووفاء، وبإلقاء جسّد هذا الحب، فقالت من قصيدة «سبح بذكر الشام»:
سبّح بذكر الشام واستئناسها
باسم العطير السمح من أنفاسها
إني هنا والله يشهد أن لي
كأساً من النجوى تدقّ بكاسها
فالشام ما جلست بذهن قصيدةٍ
إلا وكان الشوق من جلاسها
ثم قرأت قصيدة أخرى بعنوان «تقاسيم على كمنجةِ الفقدان» بلغة تصف مشاعر الحزن بتلقائية، وتمثيل قوي لمعاناتها الذاتية.
واختتم الأمسية سعيد المنصوري بقصيدة «في مدح القائد» التي عطر بها أجواء المشهد الشعري، حيث ذكر فيها بعذوبة وجمال شمائل صاحب السمو حاكم الشارقة، ووصفه بأسلوب بليغ تعبيراً عن المحبة لسموّه، الذي يدين بفضله الشعراء، ومما جاء فيها:
سلطان أنت الكوكب المتفردُ
ولأنت شمسٌ نورها يتوقّدُ
ألهمتنا نبض الحروف وكنت في
عطف الأبوّة قائداً يتودَّدُ
ونظلُّ حول جذوع نخلك رحّلاً
حتى تكللنا الظلال ونقعدُ
ونمر حول بيوت شعرك نسمةً
حملت زهور الحب لا تترددُ
وتقول للشعراء أنتم كنزنا
وربيع أوطان العروبة يشهدُ
ثم قرأ قصيدة «فَاتَ الأَوَان» ويخاطب من خلالها أنثاه بحقيقة مرة، تمثل له الواقع بكل اعترافاته الذاتية التي لا مواربة فيها.
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.
