أندي هوم *
لا يزال سوق النحاس بلا ريب من الاستثمارات غير المرغوب فيها بين مجتمع المستثمرين خلال العام الجديد، كما أنها ليست من المراكز الاستثمارية المفضلة للصناديق الاستثمارية. وارتفعت قيمة النحاس في بورصة لندن للمعادن لفترة وجيزة فوق مستوى 10 آلاف دولار للطن الأسبوع الماضي، إلا أن قيمتها تراجعت مرة أخرى يوم الجمعة.
وفي آخر تداول حول 9650 دولاراً، يبدو أن أسعار النحاس مرتفعة جداً بحيث لا تجذب عمليات شراء جديدة ولكن المخزون العالمي منه منخفض جداً بحيث لا يجرؤ المستثمرون على بيعه على المكشوف.
وانخفضت أحجام التداول في جميع البورصات الرئيسية الثلاث في الأشهر الأخيرة حيث يلاحق المضاربون معادن أخرى أكثر جاذبية مثل النيكل والألمنيوم والزنك.
ولا يزال مديرو الأموال لديهم تمركزات طويلة الأجل لعقود النحاس في بورصة «سي إم أي»، إلا أن الحماس تجاه المعدن منخفضة عند 22,203 عقود، وفقاً لتقرير التزامات التجار الأخير الذي يوضح حالة الاستثمار في نهاية يوم 11 يناير.
وفي هذا الوقت من العام الماضي، عندما كان النحاس يتجه صعودياً بقوة، استقر عدد عقوده عند 76449 عقداً. وتم تسجيل أعلى مستوى من العقود في عام 2017 عند 125,376 عقداً.
وينعكس تراجع شهية المستثمرين تجاه النحاس على سوق لندن، حيث يعتبر إجمالي العقود طويلة الأجل للنحاس عند 29,912 عقداً أقل بكثير من الارتفاع القياسي المسجل في فبراير الماضي والذي بلغ 48 ألف عقدٍ للنحاس.
ومن الواضح أيضاً أن تراجع الشهية تجاه النحاس بين الصناديق الاستثمارية واضحة المعالم في جميع أسواق التداول الرئيسية الثلاثة وهي بورصة لندن للمعادن وبورصة «سي إم أي» وبورصة شنجهاي للعقود الآجل.
وتقلص النشاط في عقود النحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 7.0% العام الماضي، مما يجعله ثاني أسوأ أداء بين مجموعة المعادن الأساسية في سوق لندن. وكان أداء القصدير هو الأسوأ، حيث سجل انخفاضًا بنسبة 15 % على أساس سنوي في الأحجام، مما يعكس مزيجاً من الأسعار القياسية المرتفعة والمخزونات المنخفضة القياسية.
شهد عقد النحاس في بورصة «سي إم أي» عاماً ثانياً من النمو الهزيل، حيث ارتفعت أحجام العقود الآجلة بنسبة 1.1% فقط العام الماضي عن مستويات 2020.
ونما النشاط في عقد بورصة شنجهاي بنسبة أكثر قوة بلغت 12% في العام الماضي، لكن الرقم الرئيسي يبدو مضللاً، ما يعكس أحجاماً كبيرة في النصف الأول من العام مع تعافي النشاط من الركود الناجم عن جائحة «كوفيد-19» في العام السابق.
وكانت الصورة الأكبر هي انخفاض أحجام النحاس في جميع المجالات في النصف الثاني من عام 2021. وفي ديسمبر، انخفض متوسط الأحجام اليومية بنسبة 16% على أساس سنوي في بورصة لندن للمعادن، و25٪ في بورصة «سي أم أي» و44% في بورصة شنجهاي.
ولا يزال السعر المستهدف لبنك «جولدمان ساكس» بالنسبة للنحاس ثابتاً، عند 12 ألف دولار للطن على أساس 12 شهراً. ويتوقع البنك عجزاً في العرض والاستخدام يبلغ 197 ألف طن هذا العام. ويعتقد بنك سيتي، أن النحاس في طريقه إلى تصحيح كبير في أسعاره، مستهدفاً انخفاضاً بنسبة 8% خلال الشهر أو الشهرين المقبلين.
ويقدر «سيتي» أن روسيا خزنت حوالي 150 ألف طن من النحاس في الأشهر الأربعة التي أعقبت فرض الضريبة في أغسطس. ويجادل البنك بأن هذه الأحجام ستضخ في السوق خلال الربع الأول من هذا العام، ما يرفع مخزونات بورصة لندن للمعادن المستنفدة ويؤدي في الوقت نفسه إلى انخفاض معنويات السوق.
* كاتب متخصص بالسلع في «رويترز»
