عادي
قصيدة النثر تجاوزت سؤال المشروعية

مريم الزرعوني: نقد الشعر يعيش في مأزق

23:12 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: عثمان حسن

مريم الزرعوني شاعرة وفنانة إماراتية لها تجربة في النحت والتشكيل، وهي تكتب قصيدة النثر، وتؤمن بجدواها وفاعليتها ومشروعيتها كقصيدة تعبّر عن جوهر الذات والوجود، حيث صدر لها: ديوان «تمتمات»، و«لم يعد أمراً ذا أهمية» وصدر في 2021 عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر في العراق ويحتوي على 74 قصيدة نثر، وأيضاً رواية «رسالة من هارفرد» التي فازت بجائزة العويس للإبداع عام 2018. في هذا الحوار تتحدث الزرعوني عن علاقة النحت بالأدب في تجربتها، ورؤيتها لأسباب نفور الجمهور من قصيدة النثر والتي تجاوزت سؤال مشروعيتها منذ زمن، ودور النقد الذي ترى أنه يعيش في مأزق كبير، خاصة على مستوى الشعر.

* كيف تتعاملين مع التراث الشعري العربي.. الشعر القديم، الأسطورة على سبيل المثال؟

-على أي مشتغل بالفن أن يكون مطّلعاً على أسسه، ومدارسه، وأهم تجاربه، وكذا العلاقة بينه وبين تراثنا الشعري، هناك مرحلة قرأت فيها أشعار وسِير بعض الأسماء ممن تقصيتهم أو وصلوا إليّ صدفة، فكنت أمرّ على النصوص مرور المتذوق، ثم في مرحلة أعلى، كانت القراءة فاحصة، ومع اكتمال التصور خرجت عن دائرة التراث، وأظن أنني كوّنت معجمي الخاص، لكني كنت أتجنب بالوعي، الوقوع تحت تأثير التراث في شعري.

القصيدة واللوحة

* في تجربتك.. أين نقاط الاتصال بين القصيدة واللوحة؟، وهل ينسحب ذلك على الرواية رغم اختلاف وسائل التعبير؟

-العلاقة بين الكتابة الأدبية والفن التشكيلي أزلية، والأمثلة خير شواهد، ومردّ ذلك أن كلا الكتابة والفن أعمال فكرية تستمد جذوتها من الخيال، وهذا يفسر الأمثلة الكثيرة على الشعراء الفنانين، كما يفسر صداقات العديد من الكتاب والشعراء مع الفنانين، ذلك أن ثمة تناغماً جليّاً يؤلف بينهم.

* لا تزال أسئلة النقد الشعري كما هي، وتكاد تختلف حول مشروعية قصيدة النثر من عدمها، برأيك.. ما الذي يحدد نجاح القصيدة أو حتى المشروع الفني أو النص السردي، هل هو تفاعل المتلقين أم أن النجاح قناعة ذاتية؟

-تجاوزت سؤال مشروعية قصيدة النثر منذ زمن، وأظن أن النقد على مستوى الشعر العربي لا يزال في مأزق كيفية تشريح النص ودراسته، عوض تجنيسه، في حين أن النظريات تسير نحو النصوص العابرة للأجناس.

متلقٍّ نوعي

* بناء على ما سبق ما هي أسباب نفور الجمهور من القصيدة الجديدة واللوحة الجديدة وتعاطفهم أكثر مع القديم الأدبي والفني؟

- أؤمن بأنّ الاشتغال على الوعي بصورة فردية متقدم على الاشتغال على الوعي الجمعي، وهذا ما يفسر النصوص والأشكال الفنية المتقدمة والتي لا تتوافق مع وعي الجمهور، هي تحتاج إلى متلقٍّ نوعي، يسير في خط موازٍ مع الفنان أو الشاعر أو الكاتب، ويقفون جميعاً على أرضية المعالجة وفق أدوات الزّمن. وعلى سبيل المثال، لا يعقل أن نتراسل بالحمام الزاجل في زمن الأجهزة الذكية والبريد الإلكتروني.

* هل تكتبين بناء على مشروع ما.. أم أن الموضوع لحظي وطارئ ويتبع فقط الحالة الشعورية؟

- أكتب بناء على الاثنين، فلدي تصور مسبق للطريق الذي أسلكه، وأستكشف باستمرار ما يلزمني للتطور، كما أستجيب للطارئ واللحظي حين يومض في أفقي.

الموهبة

*أمام ما نعانيه من ضعف أو قلة جمهور الشعر والأدب بشكل عام.. أين تكمن المشكلة؟.. وأين دور المثقف هنا؟.

-يجب أن يتحرر المبدع من هاجس الحضور أو انحساره، ويعتني بخوض تجربة حقيقية جوهرها الموهبة، ثم البحث والاطلاع والتطور فالابتكار والتجديد، هذا ما ميّز الشعراء الذين صنعوا التحولات وصاروا علامات فارقة، أمثال بودلير، تي إس أليوت، السياب، وأدونيس. الجمهور في العادة يبحث عن الترفيه والمتعة، ولا ينشغل كثيراً بالأفكار وتأملها، التي يشتغل عليها الأدب. كما أن الإعلام يتحمل جزءاً كبيراً في ذلك، حيث يكرس أشكالاً أدبية محددة، في حين أن الأدب والشعر خاصة لا يحتمل ذلك.

* حدثينا قليلاً عن مشروعك النحتي فكرة وأسلوباً؟

- أما عن النحت فهو مرحلة من الاتقاد واكتشاف الذات رجوت فيها الاختصاص في فنّ بات ينحسر لصالح اللوحة، ووجدت فيه مساحة لا بأس بها من التحدي والتعبير المختلف، ومع الوقت اتضح أن التركيز بنفس القوة والتميز لا يمكن في الكتابة والفن التشكيلي معاً، على الأقل بالنسبة لي، فانسحبت من التشكيل لصالح الكتابة، وأستعيض عن ذلك بالكتابة حول الفن والنقد التشكيلي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"