عادي

مسيرة وتطور

23:14 مساء
قراءة 3 دقائق

نشأت القصة القصيرة في الإمارات متأثرة بمحيطها العربي الذي شهدت فيه نضجاً يساير أكثر المستويات العالمية إبداعاً، فأنتج روادها أعمالاً استحقت جذب أنظار القراء والدارسين على الرغم من صعوبة البدايات، وتتباين آراء الدارسين والباحثين حول البداية الحقيقية للقصة القصيرة في الإمارات، حيث يرى البعض أن ريادتها تعود إلى الكاتب عبدالله صقر عبر مجموعته القصصية «الخشبة»، التي صدرت سنة 1975 في دبي، كونها أول مجموعة تتمتع بالمواصفات الفنية والتعبيرية لهذا الجنس الأدبي، إضافة إلى مجموعة من القصص القصيرة المتفرقة التي كتبها قبل ذلك ونشرها في أواخر ستينات القرن الماضي، مثل قصة «قلوب لا ترحم» المنشورة في نشرة نادي النصر الرياضي؛ إذ لعبت الأندية الثقافية والرياضية دوراً أساسياً في احتضان وتشجيع المواهب القصصية في تلك المرحلة من نشوء الدولة، إلا أن دارسين وباحثين آخرين يرون أن الريادة الفعلية كانت للكاتبة شيخة الناخي، من خلال مجموعتها الأولى «الرحيل» التي صدرت سنة 1970م، كما ورد في المختارات القصصية التي صدرت عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات سنة 1986م تحت عنوان «كلنا كلنا.. كلنا نحب البحر»، ويعزز أصحاب الرأي الأخير حجتهم بكون قصة «الرحيل» لشيخة الناخي فازت بالجائزة الأولى للمسابقة الأدبية التي نظمتها وزارة الشباب سنة 1972م، ما يعني أن المستوى الإبداعي لهذه الكاتبة لم يكن وليداً حينها.

ويذكر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقدمة مختاراته القصصية آنفة الذكر: أنه لا يدعي- حينها- أن هناك قصة ناضجة في الساحة المحلية كشكل من أشكال التعبير الفني، لكنه في الوقت نفسه لا يتردد في الإعلان أن هناك مشروعاً قصصياً آخذاً في النمو والتبلور، محاولاً أن يكرس نفسه ليحظى بالحضور الكثيف والفاعل في الحياة الأدبية والثقافية في الدولة.

مراحل

شهدت الحقبة الممتدة من سبعينات القرن الماضي إلى بداية القرن الحالي زخماً متصاعداً للقصة القصيرة في الإمارات، حيث تميزت بظهور العديد من الكتاب المبدعين، فبعد أن كانت مرحلة البداية في السبعينات مع الرائديْن عبدالله صقر وشيخة الناخي صحبة آخرين مثل حاج مظفر وعلي عبيد علي وعبد العزيز الخليل وعلي عبد العزيز الشرهان وعبد الحميد أحمد ومحمد ماجد السويدي ورضا السجواني ومحمد المر، شكلّت مرحلة الثمانينات جيل ازدهار هذا الفن الأدبي في الدولة، من خلال مجموعة من الأسماء المتميزة، مثل ناصر جبران وسارة النواف وأمينة بو شهاب وناصر الظاهري وسلمى مطر سيف وسعاد العريمي ومريم جمعة فرج وجمعة الفيروز، لكن هذا الجيل شهد فتوراً في الإنتاج بعد أن اتجه جلّ رموزه إلى مجالات أخرى أبعدتهم عن الكتابة القصصية، لتجود مرحلة التسعينات بجيل الغزارة الإنتاجية في القصة القصيرة والتعاطي معها، والذي يعتبره كثيرون الجيل الذهبي للقصة القصيرة في الإمارات، وذلك بفضل ما طبع تلك الحقبة من نهضة ثقافية شاملة في البلاد نجمت عنها طفرة هائلة في الصحف والمجلات والكتب والأنشطة الثقافية، ومن أسماء هذا الجيل إبراهيم مبارك وأسماء الزرعوني وفاطمة محمد وابتسام المعلا وحارب الظاهري وسارة الجروان.

أما مرحلة الألفية الجديدة، فقد شهدت عصر العوالم المفتوحة في الإنترنت والتدفق الهائل للمعلومات وسرعة الاستهلاك، وطغيان الرواية على المشاهد الأدبية وبزوغ القصة القصيرة جداً، إلا أن كل ذلك لم يثنِ جيل هذه الألفية عن المُضيّ قدُماً وتقديم منتج قصصي معتبر، ينفتح على الآخر ويوجِد له موطئ قدم بين الآداب العالمية من خلال اتساع رقعة النشر والترجمة والتلاقح الفكري، ومن بين أسماء هذا الجيل حسنة الحوسني ونعيمة المري وعائشة الزعابي وفاطمة عبدالله وعائشة عبدالله محمد ومحسن سليمان ود. سلطان العميمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/28bjwc9p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"