عادي

عبد الستار الراوي: الأمومة فردوس من لحم ودم ومشاعر

22:23 مساء
قراءة دقيقتين
عبد الستار الراوي ومحمد ولد سالم خلال الجلسة

الشارقة: «الخليج»

نظم النادي الثقافي العربي مساء الخميس الماضي جلسة أدبية استضاف فيها المؤرخ العراقي الدكتور عبد الستار الراوي للحديث عن كتابه «أمهات زمن الكرخ السعيد»، وحاوره الإعلامي محمد ولد محمد سالم، بحضور عدد من المهتمين والمثقفين.

وفي تقديمه للأمسية قال محمد سالم: «نلتقي اليوم بالأكاديمي والمفكر صاحب المؤلفات التي تبحث في التاريخ وفلسفة العقل والتصوف ليتحدث عن موضوع فلسفي ووجداني وفكري واجتماعي، هو موضوع الأمهات من خلال نظرة في كتابه «أمهات زمن الكرخ السعيد»، وهذا الكتاب سيرة للأمهات وبالذات والدته وصاحباتها، ليس ذلك فقط، ولكنه سيرة للأمهات في كل زمان ومكان، ولا شيء أقدس في العلاقات الاجتماعية من علاقة الأم بابنها أو بنتها، كل العلاقات يمكن أن تتقطع عراها إلا هذه العروة.. عروة الأمومة».

واستهل الراوي الحديث مؤكداً أن كتابه ليس تاريخياً، ولكنه وقوف في محراب الأمومة. وقال: «أنا لا أتحدث عن مرئيات ما وراء المكان أو الزمان، أتحدث عن بيئة ربما الفردوس (يوتيوبيا) التي كتب عنها كثيرون، وهي عندي فردوس الأمومة الذي يتكون من لحم ودم ومشاعر بيضاء كالفجر».

وأضاف: «هذا الكتاب هو سرد لتجربة حياة حقيقية عشتها وأنا طفل، في زقاق في بغداد التي كان فيها أحد عشر منزلاً، في كل منزل تعيش خمس عائلات، وكنت محظوظاً بأنني رضعت من كل أمهات هذا الزقاق فأصبح لي إخوة وأخوات بلا حصر».

ويتحدث الراوي في الكتاب عن نماذج إنسانية لنساء مثل أمه مليكة صالح، وهي شخصيات عاشت في ذلك الحي، وضربن المثل في العطاء والتضحية والإيثار والحب، ويسرد في ذلك قصصاً تتجاوز حد الخيال، لكنها حقيقية لأنه عاشها بكل تفاصيلها وجمالها.

ويشكل كتاب أمهات الكرخ دفاعاً عن القيم الإنسانية النبيلة، وعن الحي البسيط والزقاق الصغير وعلاقاته الحميمة، وبيوته المفتوحة على العطاء والحب والخير، وعن التواصل الإنساني المكاني في زمن انتقل فيه التواصل إلى الفضاء الافتراضي. ويقول الراوي: «هذا التواصل الذي يصفه فلاسفة الأخلاق بالتواصلية هو الذي يجب أن ندافع عنه كبشر، لأن التواصل الإلكتروني زائف، ووهمي في كثير من الأحيان».

وأكد الراوي قائلاً: «نحتاج إلى التكنولوجيا التي تعلم الناس الحب والتسامح والصفح والتواصل الإنساني، وقد كتبت عن أخلاقيات هذه الأدوات، وكتب التربية القديمة لم تعد تصلح للتربية، هذه الكتب ذهب زمانها. فالشاب يتكلم الآن بطريقة مختلفة عن زماننا، ويحتاج إلى كتب تربوية جديدة ومقاربة جديدة لكيفية غرس القيم الإنسانية فيه، وفي الأجيال القادمة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"