عادي
خير الإمارات للعالم

نور في «بلاد التنين»

00:22 صباحا
قراءة 3 دقائق
جانب من الأنشطة
مركز زايد في بكين

كتب: راشد النعيمي

تمد الإمارات يدها للقاصي والداني، ومثال على ذلك مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للدراسات العربية والدراسات الإسلامية في العاصمة الصينية بكين، ويستقطب المركز مئات الطلاب والدارسين الصينيين سنوياً من الراغبين في تعلم اللغة والثقافة العربية. وجّه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بإنشاء هذا المركز الذي تأسس عام 1994 ليكون منارة علم تنشر النور في «بلاد التنين» ويكون جسراً للتواصل بين الثقافتين العربية والصينية، وتبرع بتكلفة إنشائه خلال الزيارة التي قام بها إلى العاصمة بكين في عام 1990، ليصبح المركز مؤسسة تعليمية بارزة لتدريس اللغة العربية في الصين، وصرحاً معرفياً لنشر الثقافة الإسلامية.

يعد هذا الصرح العلمي الكبير جسراً للتواصل بين الحضارتين والثقافتين العربية والصينية، تحول على قاعدة لتخريج جيل من الشباب الصينيين الذين يتقنون اللغة العربية، مما يسهل التواصل بين الشعب العربي ونظيره الصيني في كافة المجالات.

دور مهم

لعب المركز دوراً مهماً في دفع النشاطات التعليمية والأكاديمية العربية، والتبادل الثقافي الذي ساهم في إثراء المخزون المعرفي بين الجانبين العربي والصيني، كما كان له بالغ الأثر في تعزيز الثقافة العربية لدى الشعب الصيني الذي تربطه علاقات وثيقة بالمنطقة العربية، كما ساهم المركز في إصدار عدد كبير من المؤلفات والترجمات والأبحاث في مختلف الفروع للعلوم العربية بين اللغة والأدب والفكر والمجتمع والسياسة التي دعمت التنوع الحضاري والثقافي والمعرفي. ويعتبر مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين منارة جامعة وملتقى حضارياً، حيث استقبل منذ تأسيسه العديد من رؤساء الدول والشخصيات المرموقة بمختلف المجالات، كما تنظم في المركز ندوات علمية ومعارض فنية ومسابقات لغوية وأمسيات شعرية وغيرها من الفعاليات الثقافية والعلمية بشكل منتظم.

وأسهم إنشاء المركز في دفع النشاطات التعليمية والأكاديمية والتبادل الدولي للكلية، كما أن جميع خريجي المركز يعملون في وظائف مرموقة تتعلق باللغة العربية وتبادل الثقافات الصينية العربية والمجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى الأجهزة الإعلامية التي تنطق باللغة العربية وأصدر أساتذة المركز عدداً كبيراً من المؤلفات والترجمات والأبحاث في مختلف الفروع للعلوم العربية بين اللغة والأدب والفكر والمجتمع والسياسة.. وغيرها، كما استقبل العديد من رؤساء دول وحكومات أجنبية منهم رؤساء البرتغال وبولندا وأوروغواي، ورئيس الوزراء لكل من ماليزيا وإثيوبيا وبلغاريا، ذلك إضافة إلى شخصيات ثقافية عربية مرموقة، كما تنظم في المركز ندوات علمية ومعارض فنية ومسابقات لغوية وأمسيات شعرية وغيرها من الفعاليات الثقافية والعلمية بشكل منتظم.

حب العربية

يتمثل الدافع لدى الطلبة للدراسة في المركز في حب الطلاب الصينيين لدراسة اللغة العربية ورغبتهم في معرفة الإسلام، خاصة الطلبة الصينيين المسلمين، إضافة إلى أن خريجي المركز يحصلون على فرص وظيفية أكبر من نظرائهم في الكليات والجامعات الأخرى كما أن هناك علاقات تعاونية وتبادلية بين المركز والعديد من الجامعات المنتشرة في ربوع الوطن العربي، منها جامعات زايد والإمارات في العين ومحمد الخامس في المغرب وعين شمس في القاهرة والجامعة الأردنية والجامعة اللبنانية وجامعة السلطان قابوس.

وقسم اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين تأسس في عام 1958 ليتحول بعد ذلك إلى كلية اللغة العربية في عام 1981، وجاء مركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين، والذي ساهمت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بتأثيث وتجهيز مبناه، ليعد منارة ترفع راية العلم، ونشر المعارف والثقافة الإسلامية، وهو ينال التقدير الكبير، ولديه سمعة عالمية جعلته قبلة الباحثين عن تعلم لغتنا العربية وما فيها من فروع مختلفة، التي ترتبط بمختلف العلوم، وتفتح أمام الدارسين أبواب المعرفة.

وليس ذلك فحسب فقد تم افتتاح مركز الشيخ زايد الثقافي في مدينة ووتشونغ بمنطقة هونغ سي بو التابعة لمقاطعة نينغشيا عام 2014، الذي يقدم خدماته لمسلمي الصين في إقليم نينغشيا، حيث يضم مسجداً سعته 1200 مصلٍّ للرجال، وبه مكان مخصص ل300 من النساء، بالإضافة إلى فصول دراسية وأماكن لإقامة الدارسين، ومكتبة وبقية المرافق الخدمية اللازمة. وفقاً لما يذكره مدير المركز فإن نظام الدراسة يتجنب الطريقة التقليدية في التحصيل العلمي، ويقدم للدارسين التخصصات التي يلتحقون بها، بطريقة سلسة وبأسلوب متطور، بالإضافة إلى تغذية عقولهم بجرعة تصحح بعض المفاهيم المغلوطة عن المنطقة العربية وقضية الإرهاب التي ارتبطت خطأ في أذهان البعض بالإسلام، ليتأكد لهم أن الأمر اتخذته بعض الجماعات المتطرفة وسيلة لتحقيق مصالحها، في حين حقيقة الأمر غير ذلك تماماً، فالقاعدة العريضة للدين الحنيف تتجلى في روح التسامح والمحبة والعدل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"