تحدي التعليم 2122

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

ما هي قصص الخيال العلمي التي نشاهدها أو نقرأ عنها اليوم التي يمكن أن تمثل أساساً لبنائنا المعرفي خلال المئة سنة المقبلة؟ بهذا السؤال قدم مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي طرحاً جديداً خلال مشاركته في منتدى مستقبل التعليم ٢١٢٢ الذي استضافته جامعة كامبريدج، وعالج فيه علاقة الخيال العلمي بمستقبل التعليم، من خلال ثلاثة تصورات مبنية على إشارات التغيير التكنولوجية، التي تتيح لنا النظر للعملية التعليمية خارج صندوق المألوف والمعتاد.
من خلال المؤتمر قدم الفريق الإماراتي المشارك تصميماً لاستشراف مستقبل التعليم خلال المئة سنة المقبلة، بالاعتماد على ما تقدمه التجارب التكنولوجية الحالية مثل: الرقائق الإلكترونية المزروعة في المخ وتطبيقات التعديل الجيني، بالإضافة إلى ثورة الذكاء الاصطناعي واستخدامه في الروبوتات، وقد انقسمت التصورات الثلاثة المعتمدة على فن القص الممزوج بالخيال العلمي إلى: التعليم الغامر الذي ينغمس فيه الطالب في حوار افتراضي، يعتمد على أدوات الواقع المعزز والافتراضي والثلاثي الأبعاد، الإنسان السايبورغ الذي يعتمد على التقنيات متناهية الصغر لتعزيز قدراته التعلمية، وأخيراً التفرد الذي يؤدي إلى استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي الواسع، وتداعي المعرفة العامة.
وصفُ جول فيرن الصعود الصاروخي إلى القمر في روايته عام ١٨٦٥، اختراعُ إسحاق عظيموف القوانين الثلاثة للروبوتات عام ١٩٤٢، واقتراحُ آرثر سي كلارك أن يكون هناك قمر صناعي يحوم حول الأرض في عام ١٩٤٥، كل تلك كانت أفكاراً غريبة بالنسبة للجمهور آنذاك، محض خيال كما يقال، ورغم ذلك أثبتت هذه السيناريوهات جدواها بعد سنوات، وهذا ما يجب أن نعززه في بيئاتنا التعليمية والأكاديمية، القدرة على تقديم تصورات مختلفة للمستقبل في مختلف المجالات، انطلاقاً من المعرفة بالماضي والحاضر، فاستشراف مستقبل التعليم على وجه الخصوص، هو ضرورة تحتمها الابتكارات التكنولوجية المتسارعة مثل تجارب التعلم الغامر وعالم الميتافيرس، وهي عوالم تعد الفرد بتجارب مصممة خصيصاً حسب احتياجاته وإمكانياته وميوله العلمية، فهل نحن مستعدون للتعامل مع هذه الفروقات الصارخة بين الواقع التعليمي الحالي والواقع الموازي؟
إن هذا النوع من الممارسات العلمية والتجريبية، إن تم دعمه وتعزيزه في جامعاتنا ومراكزنا البحثية، سيكون له تأثير عميق على التحولات في استراتيجياتنا الوطنية للتعليم، فقد أثبت التاريخ لنا أن السيناريوهات المستقبلية، هي أكثر من مجرد سرد لقصص الخيال العلمي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"