عادي

سيرة درامية جديدة لفاتن حمامة

22:34 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة:«الخليج»

«فاتن حمامة»... كتاب جديد للصحفي ماهر زهدي، وفيه يتناول سيرة سيدة الشاشة العربية، تحت ما أطلق عليه «سيرة درامية»، فاتن حمامة لم تصنع تاريخها فحسب، بل صنعت تاريخ السينما العربية معها، منذ أن كانت في السابعة من العمر، حين ظهرت لأول مرة في فيلم «يوم سعيد»، بلثغة صغيرة، تخلصت منها على يدي زكي طليمات في ما بعد، ثم صارت تلك الطفلة جزءاً من تاريخ السينما.

كانت فاتن حمامة تعيش زمناً، العلاقة فيه بين الفنان والكاتب طبيعية، كان مصطفى أمين صديقاً لعبد الحليم حافظ، وصلاح جاهين راعياً لسعاد حسني وكتيبة من الفنانين الشباب.

كان طبيعياً أن يكتب الشاعر اللبناني أنسي الحاج عن فاتن حمامة مقالاً، نشره في جريدة «النهار» اللبنانية ومنه: «عينا فاتن حمامة أجمل من عيني الجوكوندا، ليس في وجه الممثّلة المصريّة غموضُ ابتسامةِ الإيطاليّة، لكنّ فيه إشراق الطفولةِ الخالدة الغموض في شفافيّة براءتها.

تظنّ أنْ ليس في وجهها غير العذوبة والأنوثة، لكنّك لا تلبث أن تكتشف السخرية، سخرية لطيفة أخويّة، وسخريةٌ متمرّدة كهبّةِ نسمةِ حرير، وسخريةٌ إذا غضبت فكشجرةِ وردٍ، تُزايدُ على الريح التي تراقصها، إذا حزنتْ يحزنُ المشاهد ويدمع قبلها». ويوضح أنسي: «عادةً يقال إنّها جسّدت في السينما«البنت الغلبانة» لا أحبّ هذه الصورة، فيها بؤسويّة لا تُشبه فاتن حمامة إطلاقاً، قل إنّها جسّدت«البنت» في المطلق: البنت التي يُخاف عليها، التي تستثير فيك طبائع الحماية، البنت الوَسَط بين الطفلة والمراهقة، ومراهقة أكثر نضجاً، البنت التي، من فرط نضارتها وإدخالها الروح إلى حياتك، لا تريد لها أن تكون إلّا معك».

كان أنسي الحاج - إلى جانب عمله في «النهار» - يترأس تحرير مجلّة «الحسناء» وكانت فاتن حمامة في بيروت آنذاك، وكان مقرراً أن تجري المجلة معها حواراً صحفياً، وبدل أن يذهب إليها ومعه حنان الشيخ وسونيا بيروتي، لإجراء حوار كموضوع لغلاف العدد، فوجئ الجميع بها تصعد الدرج القديم، وصولاً إلى المجلة.

يقول: «فوجئتُ بفاتن حمامة تدلف من الدرج العثماني وتسألني:«إزيَّك يا أستاذ أُنسي؟» كان وجهها الملهم قد سكنني، كما سكن الملايين من زمان عبر أفلامها، لكنّي لم أكن أتوقّع هذا السحر، هذا القُرب، هذا التواضع المربك، كان وبالاً عليّ أن أسمع اسمي بصوتها، فلم أعد من بعدها أستطيبه من فم أحد، فاتن حمامة أرقى صورة عن الفنّ المصري، موقظةُ أخطر شعورين في المُشاهد: الإعجاب والذنب».

يواصل: «أمضت فاتن معنا في«الحسناء» بضع ساعات لن أنساها، أجابت عن كلّ الأسئلة، وكأنّها تعرفنا ونعرفها من مئة سنة، تحوّلت المجلّة وسوق الطويلة وبيروت إلى حقول مغناطيسيّة، خلقها حضور فاتن وعيناها المستعصيتان على الوصف وصوتها الذي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"