عادي

في أحضان الجثة

22:56 مساء
قراءة 3 دقائق

كتب: محمد ياسين

وسط منطقة المدينة العالمية، وفي إحدى الأبنية يتفقد حارس أمن مكان عمله، وبالقرب من حاوية القمامة يعثر على حقيبة ملابس كبيرة يخرج منها جزء من قدم آدمية، بداية الأمر اعتقد الحارس أنها قدم دُمية، فاقترب بحذر وفتح الحقيبة ليجد بداخلها جثة امرأة.

هرول الحارس إلى غرفته، واتصل بالشرطة للإبلاغ عمّا عثر عليه، دقائق ووصلت دورية الشرطة، وبدأ رجال التحريات التحقيقات وجمع الاستدلالات من موقع الجريمة، حيث أفاد الحارس بأنه يعرف المجني عليها، وأنها كانت تترد على إحدى الشقق التي يقطن فيها شاب آسيوي من ذات جنسيتها.

ولم يعثر رجال المباحث على المشتبه فيه داخل مسكنه فتم التعميم عليه، حتى تم القبض عليه داخل فندق بالقرب من مقر سكنه.

وخلال البحث والتحري، عثرت الشرطة داخل شقة الشاب على خاتم نسائي تحت سريره، يتشبه في أنه يعود إلى المجني عليها، فتمّت مواجهته بما عثر عليه، لكنه بدأ يتلعثم وينفي معرفته بالمجني عليها أو رؤيتها من قبل، غير أن محاولات الإفلات باءت في النهاية بالفشل؛ حيث أقر بأنه تربطه بالفتاة علاقة صداقة منذ فترة، وأنه قام بقتلها بعد خلاف نشب بينهما في يوم الجريمة.

وبدأ الشاب يسرد قصة ارتباطه بالمجني عليها؛ حيث تعرف إليها في ملهى ليلي بمنطقة ديرة، فأصبحت صديقته المقربة وحبيبته، حيث كانت تقيم بمنزله واتفق معها على الارتباط بشكل رسمي في وقت لاحق، إلا أن خلافاً حدث بينهما، وتطور في يوم الجريمة إلى مشادة كلامية.

وفي ذات اليوم قررت المجني عليها إنهاء علاقتها بالشاب، فقرر ألّا يتركها تذهب، وحاول أن يحل ما بينهما من مشاكل، لكنها قررت ترك المنزل، وعدم العودة له مرة أخرى، فصفعها عدة صفعات على وجهها.

وتطوّر الأمر إلى اشتباك، فخنقها بيده حتى فاضت روحها، وجلس الشاب إلى جوار جثة صديقته يبكي ندماً على ما اقترفه، وقرر أن يخفي جريمته، فقام بجمع أغراضها داخل كيس قمامة والتخلص من إكسسواراتها بذات الطريقة.

سار الشاب وهو في حالة شرود بحوزته أغراض المجني عليها، يبحث عن مكان يخفي فيه أغراض صديقته، حتى وصل إلى حي آخر؛ للتخلص مما لديه في حاوية قمامة، وعاد مرة أخرى إلى منزله يتفقد الغرفة ويبكي بجوار جثة صديقته.

وعلى ما يبدو أن الشاب خرج عن وعيه بعد أن قتل صديقته، ورفض فكرة فقدانها، فقرر أن يقضي ليلته بجوار جثتها، ونقلها إلى أسفل سريره وواصل نومه طوال الليل بجوارها، وفي الصباح الباكر زاره أحد أصدقائه فأخبره بفعلته، وما اقترفه من جرم بحق صديقته، واستفسر عن سبيل للتخلص من الجثة.

وهنا شعر الصديق بالتورط، فحاول التنصل من طلب الشاب وقرر الانصراف، إلا أن الشاب طلب منه مساعدته في إيجاد مكان للسكن حتى يتمكن من التفكير في طريقة للتخلص من الجثة والسفر إلى موطنه، فوافق صديقه على حجز غرفة بفندق باسمه؛ ليتمكن الشاب من تدبير أمره، والفرار بعد التخلص من جثة صديقته.

وفي اليوم التالي، اشترى الشاب حقيبة كبيرة ودخل شقته وأخرج الجثة من تحت سريره، ووضعها داخل الحقيبة، وحملها إلى أسفل البناية، ومن ثم تركها إلى جوار حاوية النفايات حيث عثر عليها حارس البناية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhjufnf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"