عادي

الزوج المدمن

22:45 مساء
قراءة دقيقتين

كتب: محمد ياسين

لم تتوقع شابة خليجية أن تنخدع من قبل شريك حياتها، وزميلها طوال سنوات دراستهما الجامعية، فهي رأته فارس أحلامها الذي اقتنعت به زوجاً لها، على الرغم من معارضة شقيقها ووالدها، بسبب ما عرفوه عنه من عدم الالتزام وتحمل المسؤولية، واعتماده الدائم على أموال أسرته في العيش والسكن والسفر، وغيرها من رفاهية العيش، دون أن يفكر في وظيفة يعمل بها، أو مشروع يحدد مساره في الحياة.

بعد عدة أيام من إتمام الزواج وانتهاء شهر العسل، بدأ يتكشف لها سلوك زوجها غير السوي، فبدأ يتحدث بلهجة مختلفة عن سابقتها، التي كانت رومانسية، فيها الكثير من العشق والغزل الجم، فضلاً عن الحديث عن مستقبلهما وحياتهما، وحتى أسماء أبنائهما مستقبلاً؛ إذ أصبح إنساناً سريع الغضب كثير الخروج والسهر والمبيت خارج المنزل.

حاولت الزوجة إخفاء ما تبين لها من مظاهر لا تبشر بالخير عن أهلها، وخاصة شقيقها، الذي يكبرها بعام واحد، ويرتبط بها أكثر من باقي إخوانها ويتواصل معها بشكل مستمر، من أجل الاطمئنان على حالها وأحوالها في حياتها الجديدة.

في أحد الأيام وخلال اتصال شقيق الزوجة لاحظ تغير في نبرة صوت شقيقته العروس، التي لم تكمل شهرها الثاني في الزواج، فحاول مراراً التعرف إلى ما بها وما تخفيه من آلام خلف ستار كلمات معدودة، تكررها باستمرار كل شيء بخير وتسير الأمور على ما يرام.

لم يقتنع شقيق العروس بما أخبرته به شقيقته وذهب إليها بصحبة والدتهما، حيث كانت المفاجأة عروس تبكي وأثاث منزل محطم ومبعثر، وإصابات متعددة تظهر على وجهة شقيقته، فاستشاط غضباً وبدأ يسأل عن مكان زوجها، فأخبرته بما كانت تود أن تخفيه، وقالت إنه ترك المنزل بعد إهانتها والاعتداء عليها ضرباً، وأحدث إصابات بيديها وقدميها أعجزتها عن القيام بعملها اليومي، حيث باتت تعتمد على الخادمة في كثير من الأمور.

انطلق شقيق العروس إلى منزل أسرة أهل الزوج، وقص على والده ما وجده على وجه شقيقته من اعتداء وإهانة وتعذيب تعرضت إليه، على يد ولدهم، وغضب والد العريس من فعلة ابنه، وقررا التوجه إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ بما فعله بزوجته.

وحسب ملف القضية تضامن والد العريس مع أهل العروس وتقدما ببلاغ بواقعة الاعتداء، حيث طلبت النيابة تقريراً طبياً عن الإصابات مع استدعاء العريس، فلم يستجب الأخير، فتم التعميم عليه، فضبط خلال قيادته مركبته تحت تأثير المخدرات والمؤثرات العقلية، فتمت إحالته إلى المحكمة بتهمة الاعتداء على زوجته وإصابتها بكدمات وكسور، أعجزتها عن أداء أعمالها مدة تزيد على 20 يوماً.

ووجهت المحكمة في جلسة أخرى تهمة حيازة وتعاطي المواد المخدرة وقيادة مركبة تحت تأثيرها، وقبل الحكم عليه في القضايا السابقة رفعت العروس قضية طلاق، فدانته المحكمة في كافة القضايا، كما قضت محكمة الأسرة بتطليق العروس.

وبعد الحكم عليه في القضايا السابقة، زار ابنه المدان، حيث ظل الأخير يبكي ندماً على ما اقترفه من جرائم في حق نفسه، أدت إلى هدم بيته وضياع فتاة أحلامه بسبب إدمانه على المخدرات ومجالسته أصدقاء السوء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3ewadf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"