عادي

التحرش..جريمة أخلاقية نواجهها بالقيم

23:13 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: بسيوني الحلواني
ترفض الديانات السماوية، ظاهرة التحرش، التي تعتبر مشكلة اجتماعية أخلاقية، رغم وسائل المواجهة التي لا تتوقف، ما يستدعي تشخيصاً صحيحاً للمشكلة، والتعرف إلى أساليب المواجهة الشاملة، خصوصاً وأن العقوبات التي تنص عليها القوانين لم تعد وحدها قادرة على اجتثاث هذا السلوك الذي ترفضه تقاليدنا، وتعاليم ديننا التي تحث على حماية المرأة، وصون عفافها.

الصورة
1

يؤكد د. عباس شومان، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل الأزهر السابق أن التحرش سلوك قبيح يتنافى مع الأخلاق الكريمة، ويصفه بالجريمة الأخلاقية التي لا تليق بالبيئة العربية الإسلامية التي تربت على الفضائل والأخلاق الكريمة، وحماية المجتمع كله لكرامة وعفة نسائه، والتضحية في سبيل ذلك بكل غال ونفيس.

ويقول: «ولا شك أن تعاليم ديننا الإسلامي تفرض علينا أن نتسلح بالأخلاق الكريمة في التعامل مع الناس، وقد تعلمنا من شريعتنا أن هناك وسائل أخلاقية لكبح جماح الشهوة بالطرق الأخلاقية، وعدم ترك العنان لأهواء الإنسان وشهواته».

ويرى د. شومان أن في مقدمة الأسباب التي تؤدي إلى بروز ظاهرة التحرش في بلادنا العربية هو غياب التربية الإسلامية لأولادنا من بنين وبنات منذ الصغر، فهذه السلوكيات المرفوضة التي نراها في تصرفات بعض أبنائنا هي نتيجة طبيعية لغياب التربية الأخلاقية التي تغرس في نفوسهم منذ الصغر قيم الأدب والذوق والاحترام، وتعلمهم معنى«العيب»، وهذه التربية الأخلاقية المستمدة من تعاليم وآداب ديننا الحنيف تربيهم على مكارم الأخلاق، لتسود بينهم الفضائل، وينتشر بينهم الخير، وتختفي من نفوسهم ومن مجتمعاتهم كل السلوكيات المعيبة.

سلوك متدنٍّ

يؤكد د. أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن التحرش «سلوك عدواني» منافٍ لكل قيم الدين والإنسانية والسلام، ويستوجِب المواجهة الحاسمة، من كل مؤسسات المجتمع التربوية والاجتماعية والقانونية.

ويضيف: «هذا السلوك المتدني يتنافى مع تعاليم الإسلام الذي يسعى بمنظومته التشريعية والقيمية لإقامة مجتمع فاضل، تسوده قيم العفة والطهارة، وتُظلّه الأخلاق الفاضلة، مجتمع أخلاقي يتجنب الموبقات والسلوكياتِ الخاطئة التي تضر بالفرد والمجتمع على السواء».

ويضيف: من أجلّ القيم التي يدعو إليها الإسلام، ويحث عليها النبي عليه الصلاة والسلام قيمة احترامِ الإنسان لأخيه الإنسان، وحرمة الإساءة إليه بقول أو فعل؛ فلكل إنسان حرمة يجب ألا يتعداها أحد؛ بل ويجعل الإسلام حفظ عرض الإنسان ضمن أصول 5 جاءت شريعته الغراء لصيانتها، وجعلت عقوبة منتهكيه قاسية، ولو كان التعدي عليه بكلمة كاذبة.. وهنا يقول الرسول الكريم: «كلُّ المُسلمِ على المُسلمِ حرامٌ مالُهُ وعِرْضُهُ ودمه..» ويقول أيضاً: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ».

ويؤكد د.الحديدي ضرورة مواجهة مشكلة التحرش «مواجهة شاملة» خاصة في مجتمعاتنا الإسلامية، لأنه يتنافى مع ما شرعه الإسلام في منظوماته التشريعية والقيمية والإنسانية، ويستوجب العقاب الرادع.. ويقول: هذا السعار المحموم المذموم الذي بات ينتشر في كثيرٍ من المجتمعات، يبعث الألم في النفوس، ويبث الحزن في القلوب، وهو يشمل النظراتِ الجريئة، والتعبيرات التي تحمل النوايا الجنسية الخبيثة، وكلمات المعاكسات في الشوارعِ والهواتفِ، وانتهاء بالإشارات بل والأفعال غير المرغوب فيها.

ويشير د.الحديدي إلى 9 توصيات قدمها المركز للحد من هذه الظاهرة البغيضة، وهي:

1- تدعيم الفتيات حين المطالبة بحقهن، والقصاص من المتحرش المعتدي.

2- إيجابية الفرد تجاه ما يحدث في مجتمعه؛ فالسلبية ممقوتة، والواجب منعه.

3- تفعيل قوانين الردع للمتحرشين، والداعين لجريمة التحرش بتزيينها في أعين الشباب بالسلوك أو القول أو العمل؛ سواء أكان ذلك في الواقع الحقيقي، أو الإلكتروني الافتراضي.

4- ضرورة تكاتف المؤسسات والمصالح والوزارات والمنظمات لأداء دور توعوي متكامل - كل في نطاقه - يحذر من أضرار هذه الظاهرة وأخطارها، ويحد منها ويجابهها، ويواجه أسباب وجودها.

5- ضرورة قيام الأسرة بدورها التربوي، وتنشئة أبنائها على العفة والمروءة، ومتابعتهم وملاحظة سلوكهم وتصرفاتهم.

6- تقوية الوازع الديني لدَى النشء، وتعريفهم تعاليم الإسلام وأخلاقه.

7- تعظيم قيم احترام إنسانية الناس وآدميت هم، وغض البصر، والمروءة، والشهامة.

8- حتمية قيام الإعلام بممارسة دوره التوعوي والتربوي، وتبيين خطر هذه الظاهرة.

9- التعاون على صناعة وعي مجتمعي يدعو إلى كريم الأخلاق.

العقوبات الرادعة

1

يؤكد د. عبد الفتاح العواري، العميد السابق لكلية أصول الدين بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الإسلام يقر كل العقوبات الرادعة لمواجهة المتحرشين الذين لم تردعهم التعاليم والتوجيهات الدينية، ويقول: نعم، الإسلام يقر توقيع العقوبات التعزيرية الرادعة على المتحرشين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله ليزع بالسلطان ما لم يزع بالقرآن، فمن لم يرتدع بتعاليم الدين وآدابه وأحكامه يرتدع بالقانون وما يحمل من عقوبات للمتحرشين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xhvfecu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"