عادي

رحيل عالم الاجتماع الفرنسي آلان تورين

23:53 مساء
قراءة دقيقتين
آلان تورين

القاهرة: «الخليج»

رحل عالم الاجتماع الفرنسي «آلان تورين» أول أمس عن 97 عاماً، وقد نعاه صديقه إدجار موران قائلاً: «أنا حزين على آلان تورين، رفيق عمر 70 عاماً، عالم اجتماع عظيم، ومتبصر خبير بالحركات الاجتماعية، أدخل الذاتية البشرية في علم تجاهلها، كان عقلاً نبيلاً ومخلصاً وعظيماً، وفخراً للفكر الفرنسي».

يعتبر آلان تورين من أهم علماء الاجتماع المعاصرين، وهو فرنسي الأصل، من مواليد سنة 1925، اشتهر بتطويره مفهوم مجتمع ما بعد الصناعي، واهتم بدراسة الحركات الاجتماعية، ويحظى بشهرة واسعة في أمريكا اللاتينية وأوروبا، وله ما يقرب من 40 كتاباً منها: نقد الحداثة، براديغم جديد: من أجل فهم عالم اليوم، الحركات الاجتماعية، ما هي الديمقراطية؟ وقد ترجم عدد منها إلى العربية.

تاثر آلان تورين منذ شبابه، بأشكال عديدة من الرفض السياسي، مدفوعاً بالرغبة في المشاركة، والحلم بتغيير العالم، وله كتاب في هذا الصدد عنوانه «براديغما جديدة لفهم عالم اليوم» وهنا يقول: «إن يكن المرء عالم اجتماع اليوم، هو أن يتأمل شروط وجود مجتمع جديد».

تحرر آلان تورين من قيود المدرسة الوضعية، التي كانت تدرس الظواهر الاجتماعية، متمثلة في القاعدة الأولى، باعتبارها أشياء خارجية لها وجودها المستقل عن الأفراد، بل لها قوة إلزامية وقهرية عليهم.

أما عن مبادئ السوسيولوجيا التقليدية، فكان يرى أنها مجرد صورة لنمط خاص: تطابق النسق الاجتماعي مع الدولة القومية، وإذا كانت سوسيولوجيا كارل ماركس قائمة على فكرة أن الحياة الاجتماعية مؤسسة على علاقة تقوم على السيطرة، في مواجهة سوسيولوجيا ماكس فيبر، القائمة على فكرة أن الفاعل توجهه دائماً قيم معينة وبالتالي، فإن مفاهيم ومناهج علم الاجتماع الكلاسيكي، ذي الطبيعة الميكانيكية والقاصرة على المجتمع الصناعي تتزعزع، وتنهار في علم الاجتماع الجديد.

يؤكد آلان تورين أن مهمة عالم الاجتماع هي النضال من أجل التغيير، ومساعدة الفاعلين على التحرر من ضغوط النظام الاجتماعي الإلزامي على نشاطهم، ويؤكد أيضاً مساعدة المجتمعات على صنع تاريخها، فلدى تورين نزوع إنساني، جعله ينتقد المثقفين الذين أسهموا في فرض سيطرة الفكر على الفاعلين، بدون مساعدتهم على مقاومة النظم، مثل ميشيل فوكو، وبيير بورديو، في فرضهما لمثل هذه السيطرة.

واعتبر أن السوسيولوجيا في العالم الثالث أعقد بكثير، لأن وظائف وأدوار المكونات الاجتماعية مثل الدولة والمؤسسات، وباقي الفاعلين، تختلف اختلافاً جذرياً عن مثيلاتها في علم الاجتماع الكلاسيكي، وجعله الاحتفاء بالحركة الاجتماعية ودورها في الثقافة المعاصرة، ينتقد: «ماركيوز – فوكو – ألتوسير – بورديو» حينما رأوا أن الحركة الاجتماعية مجرد تمرد، يتم على هامش المجتمع، دون تأثير كبير، بدعوى أن المجتمع المعاصر أصبح يميل أكثر فأكثر إلى التسلط والمراقبة المحكمة.

في حوار هاتفي مع صحيفة إسبانية كبرى، أدلى تورين برأيه في أزمة كورونا، وعلق على وصف الوضع بأنه «حالة حرب» مؤكداً أن ما يحدث هو حرب دون مقاتلين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mewcm9rw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"