عادي

المقابر تكتظ بضحايا «حمى الضنك» في بيرو

19:16 مساء
قراءة 3 دقائق

ليما (أ ف ب)

بعد شهرين من أمطار غزيرة إعصارية، غمرت بلدة كاتاكاوس في شمال بيرو، يموت عشرات السكان بسبب إصابتهم بحمى الضنك، وهو مرض فيروسي ينتقل عن طريق البعوض الذي يجذبه ركود المياه.

وتعاني منطقة بيورا البيروفية القريبة من الحدود مع الإكوادور، أزمة صحية جديدة، رغم أن البيرو الواقعة في أمريكا اللاتينية لم تتعافَ بعد بشكل كامل من أعلى معدل وفيات بكوفيد-19 مسجل في العالم.

وتتمثل أعراض الإصابة بحمى الضنك الفيروسية، في حمى شديدة وصداع وآلام جسم ونزف وفشل الأعضاء وأحياناً الموت.

وتحمل بعوض الزاعجة المصرية عدوى الفيروس إلى الإنسان، وتضع بيضها في المياه الراكدة المنتشرة كثيراً في بيورا، مذ ضرب الإعصار ياكو شمال البيرو في مارس.

وقُتل عشرات الأشخاص وتضرر الآلاف عندما فاضت الأنهار على ضفافها، ودمرت منازل وبنى تحتية.

وتضررت نحو 50% من العيادات الطبية البالغ عددها 416 في بيورا، جرّاء الإعصار الذي شلّ الاقتصاد المحلي؛ إذ خسر آلاف الأشخاص وظائفهم غير الرسمية.

ماريا فرانسيسكا سوسا (45 عاماً) واحدة من كثيرين يعتنون بأقاربهم المرضى في المنزل، وسط تفشي الإصابات واكتظاظ المستشفيات، في مشاهد تذكّر بجائحة كوفيد-19.

ويعاني والدها خوسيه لوسيانو (93 عاماً)، حمى الضنك.

وقالت سوسا لوكالة فرانس برس، وهي تمسح جبين والدها المتعرق في الخيمة الحديد، التي يتقاسمانها مع خمسة أشخاص آخرين: «ضربته (الحمى) بشدة لدرجة أنه لم يعُد قادراً على الوقوف بعد الآن. في إحدى المرات، كان مريضاً لدرجة أننا اعتقدنا أنه سيموت».

ومع اكتظاظ المرافق الصحية العامة، أُجبرت العائلة على الاقتراض لدفع كلفات طبيب خاص وأدوية لعلاج أعراض الرجل، إذ لا علاج لحمى الضنك.

«فقدنا السيطرة»

وبحلول 13 يونيو، سجّلت بيورا 82 حالة وفاة بحمى الضنك، بينها أحد عشر طفلاً وأكثر من 44 ألف إصابة منذ بداية عام 2023، وفق أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في المنطقة سيسار أوريغو.

وقالت الخبيرة في الأمراض المنقولة «فاليري باث سولدان» في جامعة كايتانو هيريديا في ليما لوكالة فرانس برس: «فقدنا السيطرة على الوباء».

وقد استقالت وزيرة الصحة في البيرو، الخميس، على خلفية تعاملها مع هذه الأزمة الصحية.

ويعيش معظم سكان بيورا البالغ عددهم 1,8 مليون شخص على طول الساحل.

في منطقة كاتاكاوس الزراعية، حوّل الإعصار ياكو الطرق إلى أنهار، ودمّر أنظمة مياه الشرب والصرف الصحي، وأتى على محاصيل المانغا والعنب والأرز.

وتراكمت المياه في الخزانات والحاويات المكشوفة، ما أدى إلى ازدياد مناطق تكاثر البعوض. وفي قلب كاتاكاوس لا يزال ملعب كرة القدم مغموراً بالمياه.

وفشلت جهود التبخير المتعددة في وقف انتشار الوباء في المنازل المتهالكة في البلدة.

وتعتني تيوليندا سيلفا (45 عاماً) بابنها المصاب غابرييل (27 عاماً).

وقالت سيلفا التي تعمل في صيد السمك لوكالة فرانس برس: «ليس لديّ المال لآخذه إلى عيادة لفحصه. حالياً، أمرّ بأوقات صعبة، لا عمل، لا شيء».

وقال لويس ألفريدو إسبينوسا بينيغاس (44 عاماً) الذي ينسّق مراقبة مرضى حمى الضنك في مستشفى سويانا: «إن المنطقة تتعامل مع أسوأ تفش فيروسي في التاريخ الحديث».

وأضاف: «لدينا فجوة هائلة في الموارد البشرية، انهار مستوى الرعاية الصحية الأول لدينا، ونفتقر إلى الإمدادات والأدوية».

ويخشى الأطباء من أن عدد الإصابات والوفيات قد يكون أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه؛ لأن العديد من المرضى لا يتم تشخيصهم على الإطلاق.

«فعلنا كل ما بوسعنا»

الأسبوع الماضي، نُقلت فيرماريا أنثاخيما إلى مقبرة في كاتاكاوس، بعدما أردتها حمى الضنك التي أُصيبت بها عندما كانت في العاشرة.

واضطرت عائلتها إلى اقتراض المال لإعادة جثتها من ليما؛ حيث نقلتها لطلب الرعاية الطبية.

وقال عمها خوليو موراليس (52 عاماً) لوكالة فرانس برس: «فعلنا كل ما بوسعنا».

وتقول منظمة الصحة العالمية: «إن حمى الضنك وأمراضاً أخرى مثل الشيكونغونيا التي تنقلها بعوض الزاعجة المصرية آخذة بالانتشار أكثر فأكثر في ظلّ التغير المناخي».

وتتأثر دول أخرى في أمريكا اللاتينية بانتشار حمى الضنك، لكن البيرو سجّلت ثاني أكبر نسبة وفيات هذا العام بعد البرازيل.

وفي فبراير، أعلنت البيرو حالة طوارئ صحية في عدة مناطق، بعد تسجيل زيادة نسبتها 72% في حالات حمى الضنك مقارنة بالفترة نفسها في عام 2022.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwax57b7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"