عادي

نجاح المؤسّسة من نجاح أفرادها

23:26 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

نعلم جميعاً أنّ العمل الجماعيّ هو عمل متميّز، وله أهمية بالغة بين المدير والموظف، وأن لكل فرد بصمته الخاصة في المؤسسة، ونجاحها بالعمل الجماعي، والكل يد واحدة، بعض المديرين يعتقدون أنّ المدير هو الشّخص الوحيد القادر على تسيير العمل، متجاهلاً دور العناصر الفاعلة الأخرى، وأنّه الوحيد الّذي يعرف كيف يدير عمل المؤسّسة، في حين أنّ الموظّفين هم أدوات كأدوات الشّطرنج يحرّكهم كيفما شاء، إلّا أنّ هذه الفكرة خطأ بالعموم، لأنّ العمل النّاجح هو عمل الفريق كاملاً، وتميّزه وإبداعه من إبداع المدير، فسيّدي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يقول في كتاب (قصتي) إنّه تعلّم عن والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد- رحمه الله - أنّ القائد المتميّز هو الّذي يعلم في قرارة نفسه أنّه لا يعلم كلّ شيء، وأنّ القائد المتميّز من يمتلك نظرة ثاقبة في اختيار المميّزين لفريق العمل، لأنّهم يرفعون من سويّته؛ وهنا يبدأ دور الذّكاء العاطفيّ باختيارهم ومع التّصالح الّذاتيّ تجاه الأشخاص ومعرفة مهاراتهم، لتوظيفها في المكان الصّحيح، وبالتّالي يمتلك فكرة واضحة ومعلومات دقيقة عن كلّ منهم، فيتمّ توزيع المهام عليهم بالشّكل الأمثل، ووضع الشّخص المناسب في المكان المناسب، وبالتّالي يسير العمل وفق المسار الصّحيح بأفضل طريقة متجدّدة ومبتكرة، لأنّ نجاح هؤلاء؛ هو نجاح المدير باختيارهم وتميّزهم، لترتقي المؤسّسة للأفضل.

وبالمقابل نجد أنّ دور الموظّف هو دور بالغ الأهمّيّة، وإيجابيّته تلعب دوراً أساسياً في ذلك؛ إذ يستطيع أن يسهم في إيجاد الحلول المناسبة لأيّ مشكلة تعترضه، أمّا الموظّف السّلبيّ لا تشغله إلّا الأمور السّلبية، محاولاً البحث عنها وتصيّدها وتوثيقها، ومن ثم عرضها على صاحب العمل، متعمّداً أن يراها الجميع، ليلفت نظر المدير إلى أنّه شخص حريص على سيرورة العمل، وأنّه قام باكتشاف ثغرة ما، ولكن لو امتلك هذا الموظّف ذكاءً عاطفيّاً، لسخّر جهده هذا باكتشاف الخلل أو الثّغرة، ومن ثمّ حوّل طاقته السّلبيّة لإيجابيّة، كما حاول إيجاد الحلّ المناسب، ومن ثم عرض ما توصّل إليه على صاحب العمل، وقد يعمل على توجيه الموظّف وتوجيه مهاراته للمكان المناسب لمهارته، وبالتّالي خدم الشّخص والمؤسّسة بآن واحد، فمصلحة الفرد من مصلحة المؤسّسة، ومصلحة المؤسّسة من مصلحة البلاد.

المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، له مقولة معروفة يقول فيها: (التآزر هو التّعامل في المِحَن، وأنّ الأخ يتعاضد مع أخيه).

وهكذا نجد أنّ امتلاك مهارات الذّكاء العاطفيّ، يساعد كثيراً في سير العمل وتطوّره، فكلّ من الموظّف والمدير يوظّف ذكاءه العاطفيّ لاكتشاف الثّغرات، وإيجاد الحلول لها، وبالتّالي يتحوّل عمل المؤسّسة لعمل متكاتف، هدف كلّ أفراده هو التّطوّر والنّجاح، لأنّ نجاح المؤسّسة من نجاح أفرادها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y5y4wx6s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"