عادي

روسيا تتصدر قائمة مصدري القمح في العالم

18:27 مساء
قراءة 3 دقائق
خلال حصاد القمح في حقل بمنطقة ستافروبول جنوبي روسيا (أ ف ب)

تهيمن روسيا على سوق تصدير القمح العالمي، حيث يتنافس 12 بلداً على إمداد السوق العالمي بالمحصول الذي تستخدمه معظم الدول لإنتاج الخبز وهو أبسط السلع الأساسية لقسم كبير من سكان العالم.

وأصبح القمح جزءاً أساسياً من النظام الغذائي للبشرية منذ أن زُرع لأول مرة في بلاد ما بين النهرين قبل آلاف السنين، حيث المناخ المعتدل.

وقال الاقتصادي الفرنسي برونو بارمنتييه، مؤلف كتاب «إطعام الإنسانية»، العام الماضي: «إن كل شخص في العالم يأكل القمح، لكن لا يستطيع الجميع زراعته».

وإلى ذلك ونظراً لتقلب إنتاج القمح نتيجة عوامل طبيعية أو من صنع الإنسان، صارت هذه السعة في بعض الأحيان سبباً للنزاعات.

الإنتاج العالمي من القمح

ويتوقع المجلس الدولي للحبوب، الذي يضم الدول الرئيسية المنتجة والمستوردة للقمح، أن يصل الإنتاج العالمي من القمح إلى 784 مليون طن في موسم 2023-2024، بانخفاض قدره 2,4 % عن الموسم السابق. ويقتصر تصدير القمح في العالم على 12 بلداً.

وتعد الصين في مقدمة كبار المنتجين بنحو 138 مليون طن في موسم 2022-2023، إلا أنها تستورد أكثر من 10 ملايين طن سنوياً من أجل إطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة والحفاظ على احتياطيها من المحصول.

وتعد الهند منتجاً كبيراً للقمح؛ إذ بدأت في تصدير فائض الإنتاج في السنوات الأخيرة قبل أن تفرض الحكومة بعض القيود العام الماضي نتيجة تعرض البلاد للجفاف.

ومن بين المنتجين الكبار الآخرين للقمح في العالم، تأتي روسيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وفرنسا.

حصاد قياسي

وبعد حصاد قياسي يتراوح بين 92 إلى 100 مليون طن خلال موسم 2022-2023، تتجه روسيا نحو ثاني أفضل محصول لها على الإطلاق بإنتاج نحو 90 مليون طن، بحسب سيباستيان بونسيليه، المتخصص في شركة أغريتيل لأسواق المواد الأولية الزراعية.

واعتلت موسكو، قائمة المصدرين للقمح في العالم في موسم 2022-2023 بواقع 46 مليون طن، على ما أفادت إحصاءات وزارة الزراعة الأمريكية «يو إس دي ايه»، بما يعادل ربع تجارة القمح العالمية هذا العام.

وبعد روسيا، تأتي كل من كندا وأستراليا والولايات المتحدة والتي يُتوقع أن تنخفض صادراتها من القمح إلى أقل من 20 مليون طن، وهو أدنى مستوى لها منذ نصف قرن.

ومن المتوقع، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية، أن تصدر كل من فرنسا وأوكرانيا 10 ملايين طن. وكانت أوكرانيا ثالث أكبر مصدر للقمح قبل الغزو الروسي.

وعلى ما يقول الباحث بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية سيباستيان أبيس،، فإن تركيا تسجل أكبر عقود لشراء القمح الروسي منذ عام 2018، وتليها مصر؛ إذ يستورد البلدان 40 % من صادرات موسكو من القمح.

إيران وسوريا أيضاً من كبار المشترين للقمح الروسي.

وأشار أبيس إلى أن القمح الروسي، يجد مزيداً من المشترين من أوروبا الغربية وشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.

أسواق إفريقية

وفق المعهد الإفريقي للدراسات الأمنية، بلغ إجمالي التجارة بين البلدان الإفريقية وروسيا 14 مليار دولار عام 2020، مقارنة ب65 مليار دولار حجم التجارة مع الولايات المتحدة، و254 مليار دولار مع الصين، و295 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن صفقات الطاقة والسلاح هي التي تهيمن على أوجه التجارة، زادت السلع الزراعية، وعلى رأسها القمح، من حصتها في هذه التبادلات.

وفي معظم البلدان الإفريقية لا يعد القمح من بين السلع الأساسية، لكن في الوقت نفسه تعتمد دول إفريقية عديدة على الخبز مصدراً مهماً للسعرات الحرارية، وخصوصاً في المدن، حيث يمكن أن يؤدي نقصه إلى إثارة الشغب.

هذه الكميات، على الرغم من أنها ليست هائلة، ليست قليلة الأهمية.

ويمثل القمح الروسي نحو 20 % من واردات القمح إلى إفريقيا جنوب الصحراء في 2022-2023 مع 3,9 مليون طن، مقابل 4,5 مليون طن في 2021-2022.

وعلى الرغم من وعود روسيا بزيادة الصادرات منخفضة الكلفة إلى إفريقيا، لم يعوض ذلك انخفاض الصادرات الأوكرانية بأكثر من النصف لتسجل 701 ألف طن في 2022-2023، بحسب دراسة أجراها المعهد الدولي لأبحاث السياسات الغذائية. ( أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3sjzxxyp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"