عادي

كن واقعياً في النجاح والفشل

23:22 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

تتراوح حياة الإنسان بين نجاح وفشل، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة، بل تتغيّر وتتبدّل من حال إلى حال حسب الظّروف، يوم مملوء بالنّجاح يعقبه يوم يسوده الفشل، والعكس صحيح، وهذه الأيام لا تدوم، لأنّ دوام الحال من المحال، فالحياة في تجدّد دائم، كما أنّ حدوث الفشل لا يعني نهاية العالم، بل هو بداية جديدة لمشروع جديد، أمّا النّجاح فهو نقطة استكمال ومتابعة لتحقيق الأكثر والاستمرارية به، فالبعض يتحدثون بكلمات تحد غير منطقية، بأنّه سينجح رغم أنف الجميع، إلّا أنّ هذه الطريقة غير صحيحة، لأنّ هذا التحدي يكون مبالغاً فيه وعشوائياً، وصاحبه لا يعلم مدى إمكانياته وقدراته، ولا أين يضع نفسه، فالقاعدة تقول: (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه)، فاحترم حدوده وحدود غيره.

إنّ معرفة الاتجاه الصحيح والطّريق الذي سيسير عليه هو من سيقوده للنجاح، إذ لا علاقة بين مكانة الشّخص وقدره بالطّريق المتّبع ليصل للنّجاح، لأنّ النّجاح الحقيقي هو أن يعلم المرء أين يضع نفسه وإن كان مصيره الفشل، فلا حرج في ذلك، لأنه وضع نفسه في المكان الصّحيح ضمن مقوّماته وقدراته، ولكنّ القدر كتب عليه عدم النجاح لحكمة معيّنة وما عليه إلّا أن يبدأ من جديد، فالفشل لا يكون فشلاً محتّماً طوال الحياة، إنّما هو تجربة من التجارب باءت بعدم التحقّق، وما على المرء إلّا أن يعيد ترتيب أوراقه ليبدأ من جديد ويتابع مسيرته مع الانتباه للخطوات المتّبعة، وأن تكون مناسبة للقدرات والإمكانات، كما يجب أن يكون إنساناً صادقاً شفّافاً مع نفسه، حتّى يعلم ما يناسبه من الأمور، ذلك أنّ النّجاح لا يتحقّق إلّا بالتّوازن السّليم بين جوانب الحياة الشخصية والصحية والعملية وغيرها من الجوانب المختلفة.

كما يجب الانتباه لأمور عدّة حتى لا يقع الفرد في الفشل، فقضاء أكبر وقت في العمل ليس مبرّراً للوصول للنّجاح، إنّما العمل باعتدال مع الإيمان بالقضاء والقدر مع التّوكّل على الله، والأخذ بالأسباب من دواعي النجاح، ورغم ذلك إن كان الفشل حليف الإنسان فينبغي التّعامل مع الأمر على أنّه تجربة يمكن التّعامل معها بهدوء، وأخذ العبر، وإنّ النّجاح سيتحقق حتماً في المرات القادمة، كما ينبغي الابتعاد عن الأفكار السلبية وطرد كلّ ما من شأنه أن يؤدّي للإحباط وتثبيط العزيمة.

نستخلص مما سبق أنّ الفشل لا يعني عدم وصول الإنسان لما يصبو إليه، إنّما الفشل هو عدم المحاولة من جديد، لأنّ السقوط لا يعني نهاية العالم، وإنّ التحدث مع العقل الباطن بطريقة إيجابية وبث روح الهمّة والنشاط والتشجيع داخله سيزرع التفاؤل والإصرار للبدء من جديد، ووضع حجر الأساس لصعود سلم النّجاح..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45772by9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"