عادي
صيفنا ثقافة

إيمان اليوسف تمزج الواقع بالأسطورة في رواية

01:02 صباحا
قراءة دقيقتين
إيمان اليوسف

الشارقة - أشرف إبراهيم

إيمان اليوسف روائية وقاصة تمتلك روح المغامرة، ما يجعلها تفكر في أدب المستقبل، فكتاباتها محفوفة بالسؤال والتجريب، واستطاعت أن تصنع لنفسها نهجاً خاصاً في تناول الفكرة وتطويعها دون خوف أو قلق من ذوق القراء وميولهم نحو أدب معين، وهذا يجعل خطواتها الإبداعية تتسارع في ظلال الساحة الأدبية، ففي رصيدها المنجز نحو 6 أعمال في الرواية والقصة القصيرة «طائر في حوض الأسماك، ووجوه إنسان، وبيض عيون، والنافذة التي أبصرت، وحارس الشمس، وقيامة الآخرين» وقد حصلت على جوائز وحظيت بعض قصصها القصيرة بمعالجة مسرحية، فضلاً عن ترجمة بعض أعمالها إلى لغات حية، خاصة أنها بدأت بالأدب الواقعي ثم قدمت تجربة ثرية بالانطلاق نحو الفانتازيا بحثاً عن أرض جديدة ووجوه أخرى تتراءى لها في حكايات الشخوص الذين توزع أدوارهم بأسلوب محسوب، إذ تتبع جريان الفكرة المغايرة في روحها بتأويلها في سياق صورها التعبيرية تحت ظلال الأسطورة والخرافة واللامعقول وما يحتمله أدب الفانتازيا من مفارقات.

وقد اقتنصت اليوسف في أحدث أعمالها الروائية «عام واحد من العزلة» -التي لم تصدر بعد- مشاهد غير مكررة لمصير أحد أبطال رواية شهيرة حازت جائزة نوبل وحققت مبيعات تفوق الوصف، لكنها بمجازفة محسوبة تطلق العنان لهذا البطل وتضعه في قلب الحياة، فينبض قلبه بالحب ويعيش تفاصيل غاية في الغرابة بأسلوب فانتازي غير مطروق، إذ تختار نموذجاً صعباً في إعادة تكوين نفسية البطل فتقوم بتغيير مجرى حياته بالكلية، وهي ترسم بنبض الإبداع إيقاعات مختلفة في عالمها الروائي الذي يعكس تطورها ورغبتها في التجريب، فتكشف عن مفارقات تنسجم مع أسلوبها الجمالي في السرد، ومدى قدرتها على توظيف أفكار من خارج الصندوق لتنعش ذاكرة القارئ بسخونة الأحداث، وهي تظلل لوحة تشكيلية بارزة المعالم.

ولكونها بدأت حياتها الأدبية من خيمة القصة القصيرة فهي تدخر العديد من القصص التي كتبتها في فترات زمنية مختلفة لتجد الوقت المناسب لتجسيد صور ومشاهد وأحداث ذات مضمون قريب، حتى يتسنى لها نشرها خاصة أنها تمضي في أعمالها القصصية بإيقاع يمزج الواقع بالأساطير، لتعكس في النهاية رؤيتها الأدبية بطريقة سردية مكثفة فيها جمال الشعر وعطر الخيال، فعلى الرغم من انشغالها بكتابة الرواية في الفترة الماضية إلا أن حنينها للإبداع القصصي القصير لا يجف، فتسجل خواطرها وتكتب وهي تنظر للمستقبل، حيث تستسلم طواعية لأنغام السرد القصصي الجذاب، وتوظف أفكارها بالأسلوب نفسه الذي تتعامل به مع الرواية بحثاً عن المغايرة.

وتؤمن اليوسف بأن القراءة مداد الكاتب وأحد أهم المشروعات الثقافية في مسيرته، لذا فهي تنشغل بمطالعة الكتب الفكرية والأعمال الروائية المعاصرة، وتحاول أن تستثمر هذا الشغف في سبر أغوار الكتابات التاريخية، ومعرفة غرائب البلدان، والغوص في دهاليز الحكايات التي تغترف من معين الفاتنازيا حتى توظف كل ما تقرأ في مواصلة مشروعها الأدبي المثير للتأمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54emfyru

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"