عادي
النقد يستجلي الخصائص الفنية للنص

جلسة تناقش واقع الأدب وإشكاليات السرد في «الثقافة والعلوم»

00:42 صباحا
قراءة 4 دقائق
د. مريم الهاشمي و د. جمال مقابلة وصالحة عبيد وعائشة سلطان خلال الجلسة

دبي: «الخليج»

نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة نقاشية بعنوان «واقع الأدب وإشكاليات السرد في الإمارات: اللغة والنقد» شارك فيها د. مريم الهاشمي أستاذة اللغة العربية والدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا بالشارقة، د. جمال مقابلة أستاذ الأدب والنقد في جامعة الإمارات والجامعة الهاشمية في الأردن، والروائية والقاصة صالحة عبيد، وأدارتها الإعلامية عائشة سلطان.

حضر الجلسة بلال البدور رئيس مجلس الإدارة وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس ود. صلاح القاسم المدير الإداري وأعضاء مجلس الإدارة، ود. حصة لوتاه وعبيد بوملحة ونخبة من المهتمين.

استهلت عائشة سلطان الجلسة متسائلة عن الفائدة من الأدب، ولماذا نقرأه؟، مؤكدة أنه لا تقتصر أهمية الأدب على كونه روايات وقصصاً وقصائد تكتب بأساليب بلاغية جميلة ينتهي أثرها بمجرد قراءة القصيدة أو إنهاء الرواية، ولكنه يمثل الذاكرة الجمعية التي تحافظ على إرث وثقافة وأساطير المجتمعات، التي خلدت نفسها عبر المدونات السردية الهائلة التي يقرأها العالم منذ قرون».

ودارت محاور الجلسة حول الأدب الإماراتي خلال 4 عقود (نظرة تحليلية عامة للنتاج والأجيال وتأثيراتها)، كيف يتناول الشباب أدبهم، أهمية النقد ودوره في تطوير أدوات ومسارات الأدب والحياة الثقافية، بأي لغة يكتب الكتاب الجدد أدبهم، الكتابة باللهجة المحلية (العامية) ما لها وما عليها؟.أكدت د. مريم الهاشمي أن النقد هو لغة فوق لغة وهو بيت متعدد النوافذ، وأهم مقاصده استجلاء خصائص النص الفنية وهي القراءة العالمة للنص، ومنه الخطاب السردي. وإن السرد اليوم عالم تنخرط فيه أقسام علم النفس واللغويات وعلم الأعصاب وفلسفة الذهن وأبحاث الذكاء الصناعي وعلوم النفس المعرفية، لتنقسم إلى بلاغة معرفية، وعلم سرد معرفي، وعلم جمال ونظرية أدبية تطورية وارتقائية، والنقد هو محاولة لإجراء حوار بين الدراسات الأدبية وعلوم الذهن، ومن شأنه أن يساعدنا على عبور الهوة الفاصلة بين الفن والعلم، وأن يشجع على تنمية الاحترام المتبادل بين دارسي العلوم الإنسانية ودارسي العلوم الطبيعية والاستفادة من النسقين على نحو يبعد الممارسة النقدية من طابع التنظير.

واستعرض د. جمال مقابلة الواقع الأدبي الإماراتي انطلاقاً من كتاب «محمد المر» في أدب الرحلات المنشور في طبعته الأولى سنة 1998 تحت عنوان «حول العالم في 22 يوماً» وعد مقابلة هذا الكتاب نموذجاً تأسيسيّاً في السرد القصصي والروائي وأدب الرحلات بمستوى ثقافي وفني كان يجب أن ينظر إليه على أنه ركيزة ومعتمداً أدبيّاً يصلح أن يكون أشبه بالمدونة أو ال (CANON ) بحسب مفهوم «نورث ثروب فراي» في كتابه «المدونة الكبرى، الكتاب المقدس والأدب» أو «هارولد بلوم» في كتابه «التقليد الأدبي الغربي/ مدرسة العصور وكتبها» وقد أزيد فأذكر ل«بلوم» كتابيه «قلق التأثّر؛ نظرية في الشعر» و«خريطة للقراءة الضالة».

وتمنى مقابلة لو أن الجيل الحالي قرأ «محمد المر» أو نظروا في مدونته أو قلدوه تقليداً ما أو قرأوه ولو قراءة ضالة.

كما تناول مقابلة مجموعة من النصوص الإماراتية التي رأى أنها على جانب كبير من الأهمية من حيث الشكل والمضمون.

القصة والرواية

عبرت صالحة عبيد عن حال أدباء الإمارات من الجيل الشاب، منوهة بتجربتها الإبداعية التي بدأت بالقصة القصيرة، وتطورت إلى الرواية، كما قال أمين معلوف في أحد أعماله إن النفاذ إلى العمق الحميم للمجتمع يكون من خلال آدابه.

وأكدت أن التجارب السردية منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي، ذهبت إلى الماء وابتعدت عنه، وذكرت عبارة للقاصة الراحلة مريم فرج «إذا خرجت من الماء قلت لكم» وأشارت إلى التطور والنهضة العمرانية التي -ربما- خلقت فجوة لدى كثير من الكتاب يحاولون تجسيرها وأن هناك جيل كتب بلغة وأسئلة مختلفة، وجيل آخر يعاني قلق العودة إلى الجذور أو الذهاب إلى الماء فلا يخرج.

وذكرت صالحة أن الأديب محمد المر في إحدى المرات قال لها، إن الكتّاب الشباب يهربون من مكانهم وحكاياتهم الخاصة ويهربون إلى أماكن أخرى، بينما على الكاتب أن يقترب من تجربته ليصل إلى مكانة خاصة.

وخلال المداخلات ذكرت د. حصة لوتاه أن هناك مرجعيات دائماً ما يتم الاستناد إليها، ولذلك فإن أغلبية اللهجات أصولها عربية والتداخل بين اللغة واللهجة مطلوب، وإن غياب النقد الذي يسهم في إثراء الكتابة عامل إضافي لمحدودية المنجز الأدبي.

وأشار علي عبيد الهاملي إلى أن تاريخ السرد في الإمارات يؤرخ برواية شاهندة قبل خمسين عاماً، لذلك لا بد من تشجيع الكتاب وإعطاء التجارب الأدبية الحالية مهلة من الوقت للبلورة والتقييم، وأكد أن الكتابة باللهجة المحلية غير مرغوب فيها وهناك عدة أعمال لم تلقَ رواجاً وانتشاراً لهذا السبب.

ملتقى الشعر العربي.. اليوم

تنظم ندوة الثقافة والعلوم في الساعة السابعة من مساء اليوم الأربعاء ملتقى الشعر العربي، تعزيزاً للحضور المشرق للشعر العربي الفصيح في حياتنا الإبداعية من جهة، وكي نعيد بهاء الشعر الجميل إلى الذائقة الجمعية للشباب الإماراتي والعربي من جهة ثانية.

ويستقبل الملتقى شعراء الإمارات والشعراء العرب المقيمين في الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfettyt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"