عادي
ترك تراثاً عامراً بالروعة والجمال

ملتقى الشعر العربي يحتفي بذكرى شوقي في «الثقافة والفنون»

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
بلال البدور وناصر عراق خلال الندوة

دبي: «الخليج»

أطلقت ندوة الثقافة والعلوم بدبي، مساء أمس الأول الأربعاء، ملتقى الشعر العربي، بحضور الكاتب عبدالغفار حسين، وبلال البدور رئيس مجلس الإدارة، وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس، وجمال الخياط المدير المالي، ولفيف من الجمهور والشعراء.

يهدف الملتقى إلى إثراء النقاشات حول قضايا الشعر العربي ومستقبله، وسبل استعادة حضوره والحفاظ على مكانته في وجدان القارئ العربي، ويسعى للاحتفاء بالقصيدة العربية الفصحى المتميزة، وتكريم الأسماء الكبيرة التي تركت أثراً في مسيرة الشعر، باستعادة تجاربهم بالقراءة والتحليل.

وتناولت أولى جلسات الملتقى أمير الشعراء أحمد شوقي الذي تحل ذكرى رحيله هذا الشهر، وأكد بلال البدور رئيس مجلس الإدارة، أن الندوة منذ تأسيسها أولت الشعر والشعراء جلّ اهتمامها، منذ المهرجان الثقافي الأول في 2004 الذي خصص برنامجاً للشعر والشعراء باسم ليالي الشعر والوتر، وخصصت جائزة العويس للإبداع محوراً للإبداع الشعري والشعراء. وأخيراً خصصت الندوة جائزة للشعر العربي على المستوى العربي في الشعر بصنوفه المختلفة.

وأكد البدور أن الاهتمام بالشعر نابع من كون المجتمع العربي يزخر على مر التاريخ بالشعر والشعراء، وكان الشعر هو ما يوثق المجتمعات، ولكل عصر شعراؤه.

وأشار إلى تناقص الأسماء الشعرية اللامعة منذ عقدين، وهذا لتنوع صنوف الثقافة والإبداع، ما يستدعي تركيز الاهتمام بالشعر العربي، والقصيدة العربية التي تعد سفيراً للعالم العربي.

وتطرق ناصر عراق إلى سيرة أمير الشعراء شوقي الذي عاش متدثراً بالقصائد، ملتحفاً بالخيال، معانقاً اللغة وعذوبتها، فترك تراثاً شعرياً عامراً بالروعة والجمال. وما زال يلهم الشعراء العرب، فقد كتب شوقي في معظم أغراض الشعر المعروفة، من مديح وهجاء ورثاء وفخر وغزل وحنين، إلى آخره، بل لم يحتمل ضغط موهبته المتفجرة، فنظم المديح في أمور لم تخطر على البال، مثل اختراع الطائرة، وتأسيس بنك مصر، كما داعب الأطفال بقصائد بديعة، وإن كانت مغلفة بنبرة سياسية خفية مشاغبة.

وذكر عراق أنه إذا كان محمود سامي البارودي وضع اللبنة الأولى في صرح تطوير الشعر العربي، فإن الفضل الأكبر يعود لشوقي في استكمال بناء هذا الصرح العتيد، وها هو ديوانه يمتلئ بقصائد يمتدح فيها أبناء الخديوي إسماعيل، فيقول:

أأخون إسماعيل في أبنائه / وقد ولدت بباب إسماعيل؟

وأضاف عراق أن ديوان الشوقيات يحتشد بالعديد من قصائد الغزل، ولعل أكثرها عذوبة ورقة قصيدة (يا جارة الوادي) التي ترنم بها عبد الوهاب قبل 95 سنة.

كما افتتن شوقي بالرسول الكريم وسيرته الطاهرة، وكال له المديح بقلب ينبض بالوجد والخشوع، فكتب أكثر من قصيدة تعدد مزايا الرسول، وتحتفل بأفكاره ورؤاه وإنسانيته. من أشهرها:

ولد الهدى فالكائنات ضياءُ / وفمُ الزمان تبسّم وثناءُ

وكذلك تأثر بأشهر قصيدة امتدحت الرسول، وهي البردة للبوصيري، فسار على نهجها وكتب:

ريمٌ على القاع بين البان والعلمِ / أحلّ سفك دمي في الأشهر الحُرمِ

ويحسب لشوقي أنه أول شاعر عربي على مر التاريخ يخاطب الأطفال والفتيان بالشعر، فخصص لهم قبسات من مواهبه المتفجرة.

وكان شوقي أول من كتب المسرح الشعري، حيث صدرت مسرحيته الأولى (مصرع كليوباترا) عام 1927، ثم توالت بعد ذلك أعماله المسرحية وأشهرها (قيس وليلى)، و(قمبيز)، و(الست هدى)، وغيرها. ويبدو لي أن إقدام شوقي على الكتابة المسرحية جاء تأثراً بالنهضة المسرحية المصرية التي شهدها المسرح عقب ثورة 1919.

وختم عراق قائلاً في ظني أن شوقي هو ثاني اثنين، بعد المتنبي، الذي تتفجر الحكمة المقطرة من نهر قصائده، فكم من بيت، أو حتى نصف بيت له يتداوله الناس من قرن إلى آخر إذا كان مناسباً للظرف القائم.

وختمت الأمسية بإلقاء الإعلامي جمال مطر بصوته الشجي بعض من قصائد أحمد شوقي منها قصيدة سلوا قلبي، وقصيدة ريم على القاع، وبرز الثعلب يوماً، ومضناك جفاه، ويا جارة الوادي.

شوقي الإنسان

أكد عراق أن من حسن الطالع أننا عرفنا شوقي الإنسان من خلال تلميذه النجيب الموسيقار الأشهر محمد عبد الوهاب، فالأخير ظلّ ملازماً لشوقي طوال ثماني سنوات متصلة، وبالتحديد منذ عام 1924 حتى رحيل الأمير، لدرجة أن شوقي خصص غرفة لإقامة عبد الوهاب في قصره بالجيزة الذي أطلق عليه اسم (كرمة ابن هانئ). وابن هانئ كما تعلمون هو الشاعر العباسي الشهير أبونواس

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvubym7u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"