عادي

كيف أحبّ عملي؟

22:48 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د.مايا الهواري
الحبّ مفهوم عميق يدخل كلّ نواحي الحياة ليضفي رونقاً خاصّاً، وكثير من الأشخاص وفق ظروفهم يضطرّون للعمل ضمن مجال لا يرغبونه، أو في مهنة لا يحبّونها ويحاولون التّأقلم معها، وهنا السؤال: إذا عملت بعمل لا أحبّه، كيف يمكنني أن أحبّه وأتعوّد على ذلك؟

بداية، ليس كل ما يتمنّاه المرء يدركه، ولكن بإمكانه أن يحوّل الكره في العمل لحبّ، فأنا شخصيّاً عملت لمدّة عشر سنوات مجبرة على عمل لا أهواه، ولكنّ هذه الفترة الطّويلة كانت كمدرسة تعليميّة وتأسيسيّة لما أنا عليه الآن، فالوصول لحبّ العمل يتطلّب بعض الأمور: على المرء أن يدرك أنّ ما هو حاصل عليه وما يعترض حياته هو مكتوب في السّماء، وهذا تخطيط ربّ العالمين له، وقدّر له ذلك، وأنّ هذا التّدبير الربّانيّ هو الخير له، وما عليه إلّا الشّكر والامتنان لله تعالى، لأنّه الأقدر على اختيار ما يناسب عباده، وأنّه وضعهم في هذا المكان لسبب محدّد ولغاية ما، فلا صدف في هذه الحياة إنّما تسير وفق ترتيب ربّاني دقيق.

ينبغي القيام بالأعمال على أكمل وجه، وأن يكون عملاً متقناً مع إضافة لمسة إبداعيّة عليه تترك أثراً كالبصمة، وبالتّالي يكون عملاً مميّزاً، إذ ليس شرطاً إن لم يحبّ الإنسان عمله أن يقوم به مجرّد قضاء واجب، أو أنّ عليه القيام به فحسب، بل من الأفضل أن يقوم بعمله بما يرضي الله وضميره، وبإضافة لمسة إبداعيّة ابتكاريّة ستعود على صاحبها بالسّعادة وحبّ العمل وإتقانه، وتزويده بكلّ جديد مبتكَر، ممّا يجعله عملاً فريداً وسيجعل صاحبه شخصاً مميّزاً.

إشغال النّفس بما تحبّه كممارسة رياضة معيّنة أو هوايات مفضّلة لتتجدّد الطّاقة الدّاخلية للإنسان بعيداً عن أجواء العمل خارج المنزل وداخله، وبالتّالي ترتفع الهمّة وتكون عاملاً مساعداً لدحر كلّ ما هو سلبيّ واستبداله بالإيجابيّة السّمحة مع التّوكّل على الله والدّعاء بالتّوفيق للنّفس والآخرين، وليدرك الإنسان أنّ امتلاكه للذّكاء العاطفيّ سيلعب دوراً مهمّاً ومساعداً في ذلك، فالتّوكّل على الله والثّقة به مع العمل والجدّ والاجتهاد سيحوّل كلّ قلق إلى يقين، وكلّ حيرة لثبات.

نستنتج أنّ نجاح الإنسان في عمله يتطلّب منه أن يحبّ ما يعمل، وأن يوظّف ما يمتلكه من مهارات وذكاء عاطفّي في ذلك، مع التّوكّل على الله، وسينتج عملاً متكاملاً ذا بصمة ثابتة ودافعاً لعمل كلّ جديد مبتكر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yw4ut73u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"