عادي
سيمفونية قلم

سرقوا جمجمتي

22:36 مساء
قراءة دقيقتين
1

إيمان الهاشمي
لماذا نجد التسهيلات بصعوبة، في حين نجد الصعوبات بسهولة؟ ولماذا يظن العالم أنني أعشق الموسيقى، مع أن الموسيقى هي العالم في الحقيقة؟ فقد أقسم لي العالم بأن الموسيقى هي قلبي، ثم أقسم لي قلبي بأن الموسيقى هي العالم!! أنا عن نفسي أصدق قلبي ولا أستطيع أن أصدق العالم، فهل من المنطقي أن تصدق ما يقوله العالم وتكذِّب ما يقوله قلبك؟ لا بد وأن يجبني أحدهم بحذف نقطة الجيم، قبل أن أفقد ما تبقى من جمجمتي وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم!! حسناً... لنبدأ من جديد، فمهما كنت معروفاً بإخلاصك ووفائك، ومهما اشتد حبك لأصدقائك، أو ازداد تعلقك بأقربائك، أو حتى مهما اشتدت الكراهية بينك وبين أعدائك، لن تتوقع منهم أبداً أن يسرقوا جمجمتك، وإن عزموا على إيذائك، سواء في حياتك أو بعد وفاتك، لكن من سوء حظ الملحن العبقري هايدن أن أعزّ أصدقائه درس علم الفراسة، ولهذا قام بسرقة جمجمته بعد وفاته بنية الدراسة!

بدأ الغناء بصوته الملائكي، في منتصف العصر الكلاسيكي، منذ أن بلغ الخامسة من العمر، إلى أن انتهى في السادسة عشرة، حيث تغيّر جمال صوته، بسبب مرضٍ لم يتسبب بموته، ولهذا عكف على العزف والتلحين، وعلَّم بيتهوفن في ذلك الحين، وتفنن بهندسة النوتات الموسيقية، فعُرف بلقب (والد السيمفونية)، وكذلك باسم بابا هايدن وهو الموسيقار النمساوي، المحترف غير الهاوي، بعكس صديقه موزارت الذي حوّل ثروته ألحاناً، بينما حوّل جوزيف هايدن ألحانه ثروةً.
اشتهر بخفة دمه ورفع هامته، ولهذا أحبته النساء رغم انعدام وسامته، والطريف أنه بعمر الـ58 شاهد المحيط لأول مرة في حياته، ولكنه خسر حبه فلم يتزوج حتى وفاته، حيث لم يقتله الجدري طفلاً ولم يُودِّع الكبر في دار العجزة، كما لم يصرعه سقوط الثرية أثناء عزف سيمفونية (المعجزة)! وهكذا إلى أن صرّحت روحه بأن موته قد أتى! فدُفن على موسيقى موزارت المعروفة بـ(قداس الموتى)، وما إن رحل من الدنيا بسلام، حتى اقتلع رأسه غولاً من الأنام، بحجة دراسة تركيبة دماغه، وربما لإشباع هاجسه وفراغه! وهكذا تم وضع جمجمة أخرى لأحد الرجال، وذلك خلال عملية الاستبدال، ثم استمر هذا الحال، إلى أن وُجد رأسه الأصلي بعد عدة سنوات، فأعيدت مراسم دفنه بالرأسين معاً تأكيداً بأنه قد مات!

فرانز جوزيف هايدن

الاسـم: فرانز جوزيف هايدن Franz Joseph Haydn
التاريخ:
1732 – 1809 77 سنة
الجنسية:نمساوي
النشاط:موسيقي
من أعماله:Serenade

Serenade

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bpd7chc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"