عادي

التنمر يخدش الروح

01:08 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة:«الخليج»

«المشوَهة» هي رواية مستوحاة من أحداث حقيقية تقدمها الكاتبة ثُريا أحمد للكشف عن آثار التنمر في الشخصية الإنسانية؛ وهي تحكي قصة فتاة وُلدت بعيب خلقي، بشيء ناقص، يستحيل أن يكتمل، رسم لها مسار حياة مختلفة، حاولت أن تنتصر فيها لذاتها، ولكن قبل أن تصل إلى هدفها دفعت الثمن. تسأل نفسها: ما الذي فعلته حتى أستحق كل هذا؟ هل هي الخطيئة؟ أم المعصية؟ أم كلتاهما؟.

صدرت الرواية عن الدار العربية للعلوم «ناشرون، وهي مستوحاة من أحداث حقيقية، وعنوان الرواية يمثل بطاقة النص التعريفية وهوية بطلته المختلفة. هي «ساجدة» التي ولدت بعيب خلقي، بشيء ناقص، يستحيل أن يكتمل. شاء لها القدر أن تولد بعين واحدة، رفضها أطفال مدرستها، وتنمروا عليها، فكانت لذكريات طفولتها القاسية والتي حفرت جروحاً عميقة في شخصيتها، الأثر الكبير في تحديد مجرى حياتها، كبرت الفتاة وكبر كل شيء صغير معها، مضت محملة بأيامٍ لا تشبهها، ولا تريد تذكّرها... ولأنها اعتبرت نفسها ناقصة، حلمت أن يكون لها رجل كامل عندما تكبر، عرفت الأول من وراء الشاشة، وعندما رآها في الحقيقة رفضها، ووجدت في طبيبها المعالج نصفها المفقود، وعينها الناقصة، وقلبها المحطم. وعندما قررت الزواج تقدم إليها رجل أعرج، والحروق تكسو يده اليسرى، ورقبته أيضاً. لقد وافقت «ساجدة» كي تجرب شعور الفرح، ولو لمرة واحدة، شعور حُرمت منه في طفولتها وشبابها، تزوجت ولا يزال لسان حال الناس من حولها يسأل: تُرى هل سيرث الأطفال عاهة أمهم أم إعاقة أبيهم؟.

تكشف رواية «المشوهة» عن أثر التنمر في الشخصية الإنسانية، وعدم تقبل الآخر للاختلاف في الشكل، واعتبار الإعاقة الخلقية نقصاً في شخصية من يحملها، بما يخدش أرواح الذين يتعرضون له وهنا يأتي دور التربية الأسرية في المجتمع للتنبيه من الأثر السيّئ الذي يخلقه التنمر في شخص الآخر. وهو ما أجادت هذه الرواية في التعبير عنه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2v3x7erf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"