عادي

تراث لن يعود في روايات معاصرة

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة «الخليج»
«التراث في السرد المعاصر» للكاتب المصري منير عتيبة، هو بمثابة قراءة جديدة تحاول تقريب مفهوم التراث من خلال عدد من الروايات العربية والنماذج القصصية والحكائية عند شعوب العالم، اختار الكاتب في مؤلفه الذي صدر عن معهد الشارقة للتراث، رواية «دحان» للكاتب الموريتاني محمد ولد سالم، و«ريمو» للكاتبة المصرية انتصار سيف، و«الرهينة» لزيد مطيع دماج، كما اختار «ثلاثية الرحل» ملحمة الراوي الشعبي في كازخستان، و«الربع الأخير من القمر» رواية صينية تعيد بناء عالم لن يعود، واختار قصص نساء من نيجيريا.
ينطلق الكاتب في عمله هذا من وعيه للتراث الإنساني سواء كان مادياً أو معنوياً أو دنيوياً، أو مصبوغاً بصبغة دينية تضفي عليه قداسة بشكل أو بآخر.
جاء في الكتاب تحت عنوان «الربع الأخير من القمر»: «قليلة هي الروايات التي يمكن أن تدعي لنفسها محاولة إعادة بناء عالم كامل، وربما تكون رواية (الربع الأخير من القمر» للكاتبة الصينية «تشيه زيه جيان» واحدة من هذه الروايات، حيث صدرت بطبعتها العربية عن دار الربيع للنشر والتوزيع من ترجمة د. أحمد ظريف عام 2018، الاسم الأصلي للرواية «الضفة اليمنى لنهر أرجون».
وأضاف: قامت الكاتبة ببناء عالم لن يعود، عالم كان منسياً منذ البداية، لكنه الآن أصبح غير موجود أصلاً؟، ربما يكون الراوي، وتفاصيل الحياة اليومية أهم أدوات الكاتبة هنا، اختارت الكاتبة امرأة في التسعين من عمرها لتكون سارداً للحكاية، هي آخر زعيمة قبلية في قومية «إيوينكية» وقد أعطاها هذا مزايا عديدة، فالساردة تحكي أحداث آخر مئة عام في عمر قوميتها كشاهد عيان لا يكذب، حيث ليست لديها أي مبررات للكذب، كما أنها عجوز مرت بكل محن الحياة وخطوبها، فلم تعد تنظر للأمور نظرة رومانسية حالمة، بل لديها قدرة معقولة للنظر بموضوعية للأشخاص والحياة التي تتحدث عنها.. المادة الخام لتفاصيل الحياة اليومية لهذه القبيلة التي تنتمي إليها الساردة، فهي المادة الخام التي استخدمتها الكاتبة طوال الرواية، بداية من عناوين فصولها (الفجر، الظهيرة، الغسق، نصف قمر)، وكأنها من البداية تحدد مراحل تطور الساردة التي تتوازى مع مراحل تطور حياة القبيلة، ومعرفتها بالعالم الخارجي وانفتاحها عليه، وتأثرها به، بل تأثيرها فيه بشكل أو بآخر.
تستخدم الكاتبة كما يؤكد مؤلف الكتاب وحدة (اليوم) وليس (الفصل) أو (السنة)، في إشارة إلى أن حياة الإنسان هي يوم واحد متكرر، وحياة القبيلة أيضاً، وكما يولد اليوم في الفجر، ويشتد في الظهيرة، وينضج في الغسق، ويبدأ أفوله في الليل، كذلك الإنسان، وكذلك القبيلة، ولا مفر من هذا القدر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ttcuvrbt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"