عادي
تراجع الأعمال السورية اللبنانية المشتركة

الدراما الاجتماعية تهزم «أعمال البيئة» في رمضان

23:08 مساء
قراءة 3 دقائق

بيروت: هيام السيد

برهن الموسم الرمضاني عن تراجع كبير وواضح في أعمال «البيئة الشامية»، والأعمال اللبنانية السورية- المشتركة، مقابل اجتياح لافت للأعمال الاجتماعية التي سيطرت بشكل واضح وجليّ على المشهد الدرامي الرمضاني. وكشفت الخارطة الدرامية للأعمال السورية- اللبنانية، هذه السنة، عن أن المسلسلات الاجتماعية استولت على الحصة الأكبر من التورتة الرمضانية، كماً ونوعاً، عدا عن أنها أثبتت تفوقها ونجاحها على الأعمال المشتركة وأعمال البيئة الشامية، حيث خسر هذان النوعان الزخم والوهج اللذين تمتعا بهما طوال الأعوام السابقة.

تتميز الأعمال الاجتماعية المعاصرة، التي عادت إلى الشاشة بعد غياب فرضته الظروف الإنتاجية والاقتصادية، بالتنوع في المواضيع الإنسانية والعائلية التي تتناولها، من خلال حكايا شيقة ومؤثرة نجحت في جذب الجمهور إليها، ومن بينها «اغمض عينيك» و«أولاد بديعة» و«مال القبان» و«كسر عظم- السراديب»، وكلها أعمال اجتماعية تسلط الضوء على الواقع، وتحكي مشاكل الناس اليومية وهمومهم ومعاناتهم.

الصورة

في هذا السياق كيف ينظر معنيون بصناعة الدراما وممثليها إلى أسباب تقدم الدراما الاجتماعية، وتفوقها في الموسم الرمضاني؟

  • الكاتب طوني شمعون يعتبر أن العودة إلى الأعمال الاجتماعية هذه السنة مقابل تراجع أعمال البيئة، خطوة إيجابية بالاتجاه الصحيح، ويوضح «الدراما عبارة عن موجات تنتهي موجة، وتحل أخرى مكانها لا تلبث أن تتوقف في مرحلة لاحقة لأن قصص البيئة متشابهة، وتفتقد إلى التنوع عدا عن أنه لا يوجد فيها تشويق؛ بل هي تتناول حدثاً يسير على إيقاع واحد، كما أن هذه الأعمال تستنسخ نفسها في حين أنه يفترض تناولها بمختلف مراحلها الزمنية وليس حصرها في حقبة زمنية واحدة، إلا أن تراجع هذه الأعمال لا يعني أنها انتهت ولم يعد يتوفر فيها ما يشجع الجمهور على مشاهدتها.. أما بالنسبة للأعمال السورية اللبنانية المشتركة فهي مستنسخة من عدة أعمال ثم يقوم الكاتب بدمجها دراميا ويقدمها بقصة واحدة، ولذلك تكون عقدتها الدرامية مفككة وينقصها السلاسة».

الممثل رشيد عساف يرى أن أعمال البيئة لا بد وأن تتراجع عندما لا يتوفر فيها الجمال والبيئة الجذابة، ويغيب عنها الشخوص وعنصر التشويق، ويوضح «عمل البيئة ليس مجرد خناجر وملابس وحارات وناس، عدا عن أن الجمهور فضل متابعة الأعمال الاجتماعية لأنه اشتاق إليها بعد أن ذبحته همومه.. إن هروب صناع الدراما من الرقابة هو الذي جعل أعمال البيئة تنشط في الفترة الماضية، والأمر ينسحب أيضاً على أعمال الفانتازيا، لكن الوضع تغير اليوم وأصبح لا بد من تناول الواقع درامياً، إلا أن ذلك لا يمنع من تقديم عمل أو عمليّ بيئة سنوياً شرط أن تكون مكتوبة ومنفذة بشكل صحيح»، ويتابع: «أما بالنسبة إلى الأعمال السورية اللبنانية المشتركة، فقد خف هي أيضاً تأثيرها هذه السنة، ومشكلتها أنها تفتقد إلى المنطق، وأنا لست ضدها؛ بل ضد الأعمال التي اخترعوها، واختاروا «السوشيال ميديا» من أجل الترويج لها، لكن الجمهور اكتشف الأمر ولم يعد بإمكان هذه الوسائل التأثير فيه عند التقليل من شأن الأعمال الجيدة والناجحة؛ بل هو يعترض ويدافع عنها ويقبل على مشاهدتها ويعطيها حقها ويقول إنها جيدة».

امتحان للفنان

الممثل عباس النوري يؤكد أنه ينحاز إلى الأعمال الاجتماعية، ويرى فيها امتحاناً أكبر للفنان إخراجاً وتمثيلاً وكتابة، ويضيف: «في هذه الأعمال يمكن الكتابة بجرأة عن أي قضية أو حكاية، وتقديمها بصورة فنية سواء في فيلم أو دراما تلفزيونية أو مسرحية، لكنها تحتاج إلى حريات، علماً بأن التعامل معها فيه اختبار لمدى جدارتنا بالحريات، لأن الحرية مسؤولية وطنية».

ويرد الممثل أيمن رضا سبب تراجع الأعمال السورية اللبنانية المشتركة إلى كونها تهتم بشكل العمل وأبطاله على حساب المضمون، ويقول: «للأسف المضمون غائب عن هذه الدراما منذ فترة بعيدة، ولا يوجد فيها إلا ممثلون وممثلات يتمتعون بالشكل الجميل ومناظر طبيعية خلابة وفيلات وهدايا وملابس جميلة وسيارات، أي أنها أعمال «مودرن» شارك فيها الممثل بشكله، وعندما أتيحت أمامه الفرصة للمشاركة في أعمال اجتماعية، ذات مضمون جيد، الذي غير المعادلة، أنتقل إليها لأنه اشتاق إلى تقديم شخصيات مختلفة عن الشخصيات التي كان يجسدها في الأعمال المشتركة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3repx48z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"