استثمار وحق

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

بعض المناسبات تصبح مجرد ذكرى في تاريخ مدوّن على رزنامة ليس أكثر، ومع مرور الوقت تتلاشى من الذاكرة، ولا يعود للاحتفال بها أي معنى، بينما هناك مناسبات تعيش، ونجدد الاحتفال بها سنوياً، لنذكّر أنفسنا بشدة أهميتها، وضرورة التحدث عنها، ووضعها على قائمة اهتمامات وأولويات الدول، والصحة من تلك الأولويات التي نخلق لها المناسبات كي نلفت الأنظار إلى المخاطر، ونطمئن على صحة كوكبنا وأهله.

يوم الأحد الماضي (السابع من إبريل) صادف يوم الصحة العالمي، الذي تحتفل به منظمة الصحة العالمية كل عام، ومنحته هذا العام شعار «صحتي حقي»، قد نستغرب أن تلفتنا المنظمة إلى حقوق كل منا في صحته، وهل تحتاج الصحة البدنية إلى من يرشدنا إليها، وهي التي تدق ناقوس الخطر كلما تعب أحد أعضاء البدن، وترسل إلينا إشارات الألم كي نهب إلى العلاج؟. نعم نحتاج، ونعم نحتاج جميعاً، إلى من يذكّرنا بأن لصحّتنا حقاً قد نتغاضى عنه، وقد تستهين به دول ومنظمات، ويستهين به العالم في سبيل خدمة مصالح ضيقة، وسياسات، وأجندات، لاسيما وأن الصحة تحولت إلى سلاح يحارب البعض به أعداءه، وأوبئة ينشرونها عمداً، ونقص في العلاج متعمّد أيضاً للأسباب والأغراض نفسها.

لا تشغل كل الدول بالها في وضع صحة مواطنيها على رأس قائمة أولوياتها، ولا ينظر إليها كل قادة الدول باعتبارها سبباً أساسياً للحصول على مجتمع سليم معافى؛ الإمارات من الدول التي تدرك جيداً أهمية حماية شعبها، ومجتمعها، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، بل إن «الاستثمار في الصحة أولوية رئيسية في استراتيجية الإمارات التنموية ورؤيتها للمستقبل الأفضل لشعبها»، كما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مجدِّداً التزام الدولة بمواصلة العمل «لدعم الصحة وجهود مكافحة الأمراض في العالم، انطلاقاً من إيماننا بأن المرض هو أحد أكبر معوّقات التنمية والسلام والازدهار على الساحة الدولية».

الاستثمار في الصحة يعني الاستثمار في بناء دولة سليمة، ونظرة ثاقبة للمستقبل، فلا ديمومة للبنيان القوي، ولاستمرار النجاح والتقدم نحو الأفضل، والثبات في المقدمة، إذا لم تكن الصحة أولوية، ولم تكن سلامة الإنسان وحقه في الحفاظ على صحته من أولويات دولته. هي سلسلة تترابط حلقاتها، منها الصحة البدنية، والنفسية، والأمان، والسعادة.. أضف إليها حق الإنسان في العيش على كوكب سليم معافى أيضاً، يخلو من التلوث، وكل الكوارث البيئية، والخلل الذي يؤدي إلى كوارث طبيعية ويهدد المستقبل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr248prp

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"