عادي

عائشة عبدالله: حكايات والدي عن الإلياذة سحرتني

23:19 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: عثمان حسن

كانت بدايات القاصة الإماراتية عائشة عبدالله في مجال الكتابة للطفل، وقد ارتبط هذا الاهتمام بتعاملها مع شريحة عمرية صغيرة خلال عملها كمدرسة في المرحلة الابتدائية، وقد صدر لها في هذا الحقل أول كتاب بعنوان «الزهرة الأنانية»، وذلك في عام 1999، فقوبل الكتاب باستحسان معقول في حينه من النقاد، كما التفتت إليه جمعية المعلمين في الإمارات؛ حيث فاز بجائزة نظمتها الجمعية في تلك السنة.

تقول عائشة عبدالله: «أصنف بالعادة كأول كاتبة إماراتية دخلت مجال أدب الأطفال»، وعن فوز كتابها الأول بجائزة، تقول عبدالله: «سعدت كثيراً بهذا الصدى، وأنا اليوم كلما نظرت إلى هذه المجموعة، تذكرت تلك الحالة الشعورية التي كانت تستحوذ على عقلي ووجداني، خاصة أني كنت حينها على تماسّ مباشر مع هذه الشريحة العمرية، التي فجرت عندي كل أسباب الخيال الإبداعي».

في مرحلة لاحقة، تشجعت عائشة عبدالله على اقتحام ميدان القصة القصيرة، وبالفعل فقد كتبت مجموعة قصصية قدمتها إلى إحدى المسابقات التي كانت تشرف عليها وتنظمها دائرة الثقافة في الشارقة، ولكن هذه المجموعة لم تفز، تقول عبدالله: «لم تفز القصة بأي تصنيف أدبي، وقد فوجئت بطباعتها من قبل الجهة المشرفة على المسابقة، وقد كنت سعيدة جداً بحصولي على نسخة من الكتاب المطبوع»، وتضيف: «ولكني لو سئلت قبل طباعة هذه المجموعة، عن رأيي في موضوع طباعتها لرفضت بكل تأكيد؛ لأني ما زلت أنظر إلى أكثر القصص المشاركة في تلك المجموعة على أنها أقرب إلى المقالة، منها إلى القصة القصيرة، بمعاييرها الفنية والموضوعية».

إعادة تكوين

عند هذه المرحلة، تؤكد عائشة عبدالله أنها بدأت تعيد تكوينها الثقافي، وتحدد خياراتها في الكتابة، ولأنها قررت أن تخوض في مجال كتابة القصة القصيرة، فقد كان عدم فوز القصة سبباً في تحفيزها، فقرأت أكثر في النماذج القصصية العربية والعالمية، وازدادت وتيرة مشاركاتها في الفعاليات الأدبية، وخاصة في مجال القصة القصيرة، حتى صدر لها تباعاً عدة كتب، منها على سبيل المثال: (ما بعد الطوفان، وأوراق امرأة، وبقعة رطبة)، غير أن ذلك كما تؤكد عائشة عبدالله لم يمنعها لاحقاً من اختبار شغفها بعوالم الكتابة للطفل، والاستفادة مما توفره مناخات التكنولوجيا ووسائل الاتصال الإلكتروني اليوم، ودافعها إلى هذا الخيار، هو عشقها لهذا المجال، وأيضاً اختلاطها ببيئة الأطفال والتعليم، وهو المجال الذي ما زالت تمارسه حتى اليوم، وكتبت عائشة عبدالله في مجال الكتابة للطفل: «مسرحية الحاسوب»، و«بنت المطر».

تتحدث عائشة عبدالله عن بدايات الطفولة، وتستذكر والدها، الذي كان له تأثير كبير على نمو شخصيتها، فهو كان أكبر محفز على دخولها المجال الأدبي، بما كان يبثه من شحنة عاطفية في قص الحكاية، وفي هذا تقول: «أدين لوالدي بالكثير، فقد كان أكبر محفز لي على دخول مجال الكتابة، وهذا يعود إلى سنوات بعيدة، حيث كنت طفلة صغيرة، فكان والدي يجمعني وشقيقاتي قبل النوم، ويبدأ في قص الحكايات، كانت تلك القصص تجول بنا في عوالم مدهشة من السحر والخيال، وقد صار هذا الاعتياد على سماع حكايات الوالد سبباً لتعلقي بفن القص، وقد تستغرب حين أقول لك: إنني وشقيقاتي، قد تعودنا في تلك الفترة على سماع قصص من التراث الأدبي اليوناني الشفاهي كالإلياذة والأوديسة، بما فيهما من بعد أسطوري وشعبي».

اهتمامات

وحول اهتماماتها الحالية تذكر عائشة عبدالله أنها في هذه الأيام، تقوم بقراءة كتاب تاريخي بعنوان «القاهرة شوارع وحكايات»، وهذا الكتاب كما تحبذ أن تسميه مقالات تاريخية، وهناك الحكاية الشعبية الأشهر في تراثنا العربي، وهي «ألف ليلة وليلة»، وهي تستعيد من خلالها ما يتضمنه هذا الأثر الأدبي العريق من شمولية وتنوع في الحكي القصصي والروائي، وحتى القصة القصيرة جداً، والشعر بأنواعه.

وتشير عبدالله إلى مشروع ثقافي يجمع نخبة من الكتاب الإماراتيين وله صلة بالتراث، وتقول: «في هذه الأيام ينخرط ثلة من الكتاب الرائعين في مشروع أدبي ثقافي تراثي، تحت إشراف الناقد الدكتور صالح هويدي، وهو سيشكل مفاجأة رائعة، سيسعد الجميع عند الإعلان عن تفاصيل ونتائج هذا المشروع».

وحول استشرافها لواقع الثقافة وتعدد وتنوع وسائل المعرفة، تقر عائشة عبدالله بهذا الواقع، وتقول: «نعم تغيرت وسائل المعرفة كثيراً لدى الجميع، ولابد أن نطلع عليها، ونكتشفها ونستفيد مما فيها من معلومات وثراء ثقافي لا يمكن بأية حال أن نتجاوزه»، وتتابع: «مع ذلك كله، فليس أفضل للمبدع من الكتاب، فأنا ما زلت حتى اللحظة أستمتع باحتضان الكتاب بين يدي، فأتحسس الكلمات التي بين دفتيه، وأنا أمسح عليها بأناملي، وبكل فخر فالكتاب هو صديقي الأول والأخير».

وتستعد عبد الله لإصدار مجموعة قصص قصيرة تعمل عليها بروية؛ كي تخرج بصورة صحيحة ترضى عنها وتضيف إلى الوسط الثقافي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"