عادي
كتابها في القائمة الطويلة ل «زايد للكتاب»

عائشة الشامسي: النقد البيئي ينتصر للطبيعة

22:54 مساء
قراءة 4 دقائق
2401

حوار: نجاة الفارس
أكدت الشاعرة والناقدة الإماراتية الدكتورة عائشة الشامسي، التي وصل كتابها «الشعر الإماراتي في ضوء النقد الأدبي البيئي» للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، أن الحركة النقدية في الإمارات تخطو خطوات ثابتة، وأن «جائزة زايد للكتاب» تعد دعامة أساسية للحركة الثقافية على مستوى الوطن العربي.

وقالت في حوار ل«الخليج» إن «النقد البيئي» هو النقد الذي يدرس العلاقة ما بين النص والبيئة بمكوناتها المختلفة، وينتصر لها في مواجهة التحديات التي تحدق بها، موضحة أنها اتبعت في كتابها المنهج الوصفي التحليلي، ووجدت أن هناك علاقة حميمية ما بين الشاعر الإماراتي والبيئة الطبيعية.

وتالياً نص الحوار:

* ماذا يمثل لك وصول كتابك «الشعر الإماراتي في ضوء النقد الأدبي البيئي» للقائمة الطويلة لجائزة «زايد للكتاب» / فرع الدراسات النقدية؟

- هذا يمثل إنجازاً مهماً بالنسبة إلي، وهو تأكيد على أن الحركة النقدية في الإمارات تخطو خطوات ثابتة، وهذا بالفعل ما نحتاج إليه الآن ونحن في ظل هذا الإنتاج الأدبي الزخم في الوقت المعاصر، وهذا الترشح يمثل تحدياً كبيراً لي في ظل عدد المشاركات المرتفعة في هذا الفرع.

* كيف تنظرين إلى أهمية جائزة «زايد للكتاب» ودورها في إثراء المشهد الثقافي؟

- إن الإمارات تشهد حراكاً ثقافياً رائداً بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة ومبادرات تعزيز المشهد الثقافي، وتمثل جائزة الشيخ زايد للكتاب دعامة أساسية للحركة الثقافية على مستوى الوطن العربي، فمنذ تأسيسها وهي تكرم العديد من القامات العربية من المثقفين، وكذلك الأدباء والمبدعين بفروعها المتنوعة.

واكتسبت الجائزة، أهميتها لارتباطها باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ثم لشموليتها الفكرية والمعرفية، وفتح المجال للمشاركات العربية، ما هو إلا تقدير للمنتج الإنساني ونشر للثقافة الذي بدوره يدعم قيم التسامح الإنساني، فالجائزة تلعب دوراً مهماً ورائداً في توجيه الحركة الثقافية، وتقدير كل الجهود المعرفية.

الوعي بالمكان

* ما المقصود بمصطلح «النقد الأدبي البيئي»؟

- هو ذلك النقد الذي يدرس العلاقة ما بين النص والبيئة بمكوناتها المختلفة، وينتصر لها في مواجهة التحديات كالتلوث، والزحف العمراني.. وغير ذلك، وهذا اقتضى أن يتجلى في التعلق بها، والتعبير عن الوعي بالمكان، وما يدور فيه، وأنسنته، وجعل هذه المظاهر ذات رمزية معينة يحكمها السياق.

* كم المدة التي استغرقتها الدراسة؟

- الدراسة بذاتها استغرقت عامين كاملين، لكن رافقني هاجس الدراسة قبل هذا بمدة؛ حيث سبق وبحثت في الشأن النقدي والمناهج النقدية التي يمكن أن تكون ذات جدوى في ظل التغيرات التي يعيشها هذا العالم، وكيف يكون للنقد بصمة ذات أثر في ظل هذه المتغيرات، وما ربط البيئة بالنص المنتج إلا تأكيد على دور الأدب المهم منذ نشأته.

* ما المنهج العلمي الذي اتبعته أثناء الدراسة؟.

- اتبعت المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على وصف الظاهرة، وتحليلها؛ حيث عملتُ على تحليل النصوص الشعرية؛ كي يتجلى من خلال ذلك مكونات الخطاب النقدي البيئي، من دون أن تُفرض عليها المقولات النقدية المسبقة، وتلوي أعناقها حتى تنسجم مع تلك المقولات.

* ما أبرز التحديات التي واجهتك أثناء الدراسة؟

- لأن الشعر الإماراتي يشكل نطاق الدراسة؛ كانت الصعوبة الأولى هي استقصاء النصوص التي يمكن أن تشكل محور الدراسة.

ومن الصعوبات الأخرى، أن الدراسات العربية التي تتخذ من النقد البيئي منهجاً في التحليل النصي ما زالت قليلة العدد؛ لأن هذا النقد يُعد من أحدث ما طُرح على الساحة النقدية العالمية، إضافة إلى مشكلات تواجه الخطاب النقدي البيئوي في العثور على نصوص تتوافق مع التوجه العلمي البحت للنقاد البيئويين، ما يضع انتماءه للأدب على المحك.

* كيف وجدت العلاقة بين الشاعر الإماراتي والبيئة من بحر وصحراء ونحو ذلك؟

- هناك علاقة حميمية ما بين الشاعر الإماراتي والبيئة الطبيعية، ومن ضمنها: البحر، والصحراء، والمطر، وهي تقوم على أنسنة هذه المظاهر عبر طاقة الخيال؛ إذ نجده يتحدث إلى البحر، ويبثه أحزانه وشكواه، ونجده يلوذ بالصحراء بوصفها الأم الحانية، ورمز النقاء؛ لذلك كانت شبيهة بالشاعر، وبكل مَن يسعى لخير بيئته من أجل سلامة الأجيال القادمة فيها، ونجده يعد المطر سبباً للحياة، وحين يرى الشاعر اعتداء على موارد المياه، فإنه يتمنى أن تعود الحياة إلى زمنها البدائي حين كان الإنسان يستفيد منها، ويعيش عليها من دون أن يسيء التصرف فيها، أو يلوثها؛ لأن الأرض للإنسان ليست سوى نُزل، وحتى يستطيع العيش فيه، ينبغي أن يحافظ على موارده الطبيعية، والشاعر يفعل ذلك من أجل تحفيز الإنسان على إطلاقه للعمل من أجل البيئة، وعدم الوقوف صامتاً أو متفرجاً على ما يحدث لها من انتهاكات يقوم فيها من دون بصيرة.

* ما أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟

- هنالك نتائج عدة ومهمة توصلت لها الدراسة، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر: إن الشاعر الإماراتي بإعلائه من شأن الإنسان بوصفه أحد مكونات البيئة البيولوجية، استمد قيمه من البيئة الطبيعية؛ فحل المطر مكان الكرم، وأدت المرأة دوراً يرادف البيئة من حيث كونها مصدراً للخصوبة، ومصدراً لبث الإحساس بجمال الحياة.

ثانياً، إن الفلسفة الأيكولوجية شكلت جوهر العلاقة ما بين الأدب والبيئة، من جهة أولى، وما بين الإنسان والآخر الذي يشاركه العيش داخل هذه البيئة الواسعة بأقسامها الثلاثة، من جهة أخرى، ما أسس لقيام النقد البيئي في الغرب معتمداً على نصوص تجسّد تلك الفلسفة.

فضاء واسع

* أنت كشاعرة ماذا يضيف لك الاشتغال بالدراسات النقدية؟

- العلاقة بين الشعر والنقد وثيقة ومتكاملة، وأنا حين أشتغل بالنقد فهذا يعني أن أغوص في عوالم نصوص أخرى، سواء كانت نثرية أو شعرية، وهذا يثري تجربتي الشعرية؛ بحيث أستفيد من المعاني والصور الجديدة، وفي بحوثي النقدية أجد فضاءات واسعة جداً من الإبداع تضيف لي الكثير والكثير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"