عادي

اختلافات ثقافات أدب الطفل

22:56 مساء
قراءة دقيقتين
14_5

مريم صقر القاسمي

الأسلوب الذي أستخدمه في ترجمة أدب الطفل هو نفسه الذي أتبعه في كتابة ذلك الأدب، ويتمثل في احترام ذكاء القارئ. فحين أترجم أي نص أدبي أراعي ثقافة الجمهور المستهدف. وفي هذا المقال سأسلط الضوء على اختلاف الثقافات في كتابة أدب الطفل.

نعلم جميعاً أن الترجمة هي جسر الثقافات بين الشعوب، ولكن إشكاليات الترجمة لا تتلخص فقط في معاير الثقافة الاجتماعية من حيث العادات والتقاليد، بل أيضاً في المصطلحات اللغوية وثقافة الجمهور المستهدف.

فمن الصين إلى السودان هناك اختلاف في مضمون رسالة أدب الطفل. على سبيل المثال يتشدد الاتحاد الروسي في عناصر أدب الطفل والناشئة ويمنع الكتب التي تحث على العنف وما شابه، فهم يحترمون القيم الإنسانية التي تسهم في بناء شخصية الطفل لينشأ بطريقة صحية، على عكس الدول الاسكندنافية حيث لا رقابة على أدب الناشئة.

في إفريقيا ونتيجة البيئة نلحظ انتشار تجسيد الحيوانات والأساطير الخيالية مع مراعاة التنوع البيولوجي والحياة الحيوانية الفريدة، وهذا لا يعد مفاجئاً بالطبع. وفي قارة آسيا يختلف الأدب، حيث هناك حكمة ومبادئ توجيهية للأطفال الصغار حتى يستعدوا للانخراط في المجتمع. وفي الشرق الأوسط عادة هناك توظيف للمفاهيم الدينية والقيم في أدب الطفل مثل الأمانة وغيرها من الأمور.

وتتمسك أوروبا بإبراز تراثها الثري في الحكي المستند إلى الطبيعة وأساطيرها والتاريخ وحكاياته، مثل هاري بوتر التي تستوحي الأماكن التاريخية في بريطانيا.

ويعتبر التعامل مع المفاهيم من أبرز تحديات الترجمة، مثال الأخلاقيات في كتب الأطفال الصينية التي قد تبدو غريبة بالنسبة للأطفال الغربيين. وهو الأمر الذي ألهم فريقاًَ من الباحثين لإعداد دراسة حول كيفية اختلاف الأدب من بلد إلى آخر.

ومن هذا المنطلق تقول الباحثة النفسية في أدب الطفل البروفيسورة سيسيليا جونغ من جامعة كاليفورنيا: «إن اختلاف الأدب ينطلق من اختلاف مفاهيم كل ثقافة، على سبيل المثال هناك قصة شهيرة في الصين تتناول أحداثها القطة التي تأكل الحروف» وتلفت سيسيليا إلى أن الطفل في الصين سيفهم الرسالة، فأغلب قصصهم تدور عن تحدي العقبات على عكس الأطفال في أمريكا، والذين تتحدث قصصهم عن السعادة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"