عادي

خمسة آلاف سنة من تاريخ الصين

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

تضم الصين خمس سكان العالم، بتعداد يتجاوز المليار ونصف المليار نسمة، وتملك أيضاً من التاريخ خمسة آلاف عام، ويتباهى الصينيون بأنه تاريخ متصل لم ينقطع يوماً، وأنها الحضارة الباقية الوحيدة كما هي بلا تغير كبير. والصين مرت كغيرها من الأمم بمراحل تاريخية عديدة من الفرقة والحروب الداخلية، ثم الوحدة والنهضة، ثم السقوط والازدهار ثانية ثم التأثير والتعرض للاحتلال ومقاومته ثم بناء الدولة الحديثة، كما أن للصين إنجازات عديدة أسهمت في نهضة البشرية وأثرت التاريخ الإنساني ككل، ويقول بعض المؤرخين الصينيين إن «التاريخ لو لم يكتبه مؤرخو الغرب لكان للصين دور يلقى اعترافاً أكبر في عملية تشكيل وتطور البشرية».

وهذا الكتاب الصادر عن دار العربي للنشر والتوزيع بعنوان «مختصر تاريخ الصين» ترجمة نانسي محمد وتقديم د. أحمد السعيد، كتبه المؤرخ والباحث الأمريكي الشهير مايكل ديلون، ويتميز عمله هذا بميزتين: أولاهما المصداقية حيث إن مؤلفه أمريكي وليس صينياً، وبالتالي يرى الصين من منظور الآخر، وليس الأنا، وثانيهما هو الدقة، حيث اعتمد المؤلف على الكثير من المراجع الصينية والأجنبية، التي ربما لا تتوافر لمؤرخ صيني، يكتب من منظور الصين أو مؤرخ غير صيني، ينظر للصين من خلال المراجع الأجنبية فقط.

وما بين الفصل الأول الذي يؤرخ لإنسان بكين البدائي الأول، والفصل العشرين الذي ينتهي ببداية وجود الصين المعاصرة أو ما نسميه إنسان بكين المعاصر، ما بين هذين الفصلين ينقلنا الكتاب عبر رحلة زمنية يحلل من خلالها معالم الصين التاريخية ويسرد قصصاً عن حكامها وأشهر إنجازاتهم.

وبنظرة سريعة للمحتوى نجد أن الفصل الثاني يحكي كيف تكون المجتمع الصيني، واكتسبت ثقافته، وولدت دولته الصغيرة في بدايتها، والفصل الثالث يطوف بنا بين المدارس الفكرية الصينية الشهيرة، التي لا تزال باقية حتى الآن، وبداية تكونها وانتشارها، والرابع يدخل بنا عصر الصين الموحدة التي أسستها دولة «تشن» وجاء منها اسم الصين الحالي.

وهكذا إلى أن نصل إلى قصص حروب الأفيون المتتالية والسيطرة الأجنبية على الصين وتمرد الملاك وتذمر الشعب الذي أدى في النهاية إلى الفصل الأخير من الكتاب الذي يختتم بانتهاء الإقطاع، وقيام جمهورية الصين الأولى في بدايات القرن العشرين حتى نصل مع مؤلف الكتاب إلى صين اليوم التي تأسست على يدي «ماو» ورفاقه في أكتوبر عام 1949.

يقول مارك ليونارد في كتابه «بماذا تفكر الصين؟» إن «ما هو معروف عن الصين ليس سوى نزر يسير بالقياس إلى ما هو مجهول وذلك بسبب السرعة الهائلة التي تتغير بها الصين لدرجة أنه ينبغي إعادة النظر بخريطة شنغهاي مثلاً كل أسبوعين»، ويستشهد على تسارع وتيرة التحول الصيني بقوله: «300 مليون صيني احتاجوا إلى 30 عاما فقط ليلتحقوا بعصر الحداثة بينما احتاج العدد نفسه من الأوروبيين إلى 200 عام لتحقيق النتيجة ذاتها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"