عادي

«مجمع العربية بالشارقة» يناقش تحديات لغة الضاد في «كتاب عمّان»

19:13 مساء
قراءة 3 دقائق
المتحدثون خلال الجلسة
الدكتور محمد السعودي
الدكتور امحمد صافي المستغانمي

عمان: «الخليج»

شارك مجمع اللغة العربية في الشارقة في الدورة ال21 من «معرض عَمان الدولي للكتاب» الذي يستمر إلى العاشر من الشهر الجاري، في ندوة حوارية ضمن فعاليات المعرض نظمها المجمع الأردني للغة العربية، تحت عنوان «المعجم التاريخي للغة العربية: تحديات وحلول».

وتحدث د. امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية في الشارقة، المدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية، ود. مأمون وجيه، المدير العلمي لمشروع المعجم، في الندوة التي أدارها د. محمد السعودي، أمين عام المجمع الأردني للغة العربية.

وسلطت الندوة أضواء على دور المعجم التاريخي للعربية في بلورة علم المصطلحات في شتى الفنون والعلوم، والفوائد والمقاصد التي يحققها المعجم ومراحل إعداده وعدد العاملين فيه من باحثين وخبراء، وأهم التحديات التي برزت في مسيرة العمل والحلول التي تم اقتراحها لتذليل الصعوبات وفق خطة زمنية لاستكمال إتمام المعجم التاريخي الذي أُنجز منه 17 مجلداً للحروف الخمسة الأولى من أحرف اللغة العربية.

وتحدث د. المستغانمي عن الدور الكبير للدعم الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لمشروع المعجم وأثره في سير العمل بهمة كبيرة، إضافة إلى حماس المشاركين في إعداد المعجم، انطلاقاً من إدراكهم لما يمثله من قيمة حضارية وعلمية وضرورة تاريخية؛ لأنه سيكون ديواناً لألفاظ الأمة وتعابيرها وديواناً لأشعارها ونصوصها الأدبية واللغوية، وسجلاً لتاريخها العريق المجيد.

وأشار أمين عام مجمع اللغة العربية في الشارقة إلى أن المعجم يغطي مختلف عصور العربية، ويفيد الباحثين في معرفة الكلمات والعبارات التي كانت رائجة في كل عصر وكانت توظف في كلام العرب اليومي وفي إبداعاتهم الأدبية من شعر ونثر في مختلف حقول التأليف.

واستطرد د. المستغانمي مزايا لغة الضاد وخصائصها، لافتاً إلى أنها تمتلك من المميزات ما يجعلها تحتل مكانة مرموقة بين اللغات العالمية لما تتمتع به من تقنيات وخصائص توليد المفردات واشتقاق المعاني والألفاظ، إضافة إلى مرونتها وتنوع أوزانها وصيغها وقدرتها على التطور ومواكبة مستجدات العلوم الحديثة.

وفي سياق تقديمه للندوة أشاد د. محمد السعودي، بمبادرة ومتابعة صاحب السمو حاكم الشارقة، لسير مراحل إعداد مشروع المعجم التاريخي للعربية، مشيراً إلى أن هذا المعجم سيصبح بعد استكماله، مرجعاً لعشاق العربية والراغبين في التعمق في فنونها وتراثها وجذورها التراثية الغنية، وقد أصبح فعلياً، واقعاً بعد عقود من التنظير والتسويف.

ضرورة حضارية

وتحدث د. مأمون وجيه حول مزايا المعجم العديدة، وأبرزها رصده لتاريخ الكلمات العربية وتتبعه لميلاد الألفاظ من خلال البحث في مراجع تشمل أقدم النصوص، ومنها تلك التي وردت في النقوش العربية القديمة الجنوبية المكتوبة بالخط المسند، والنقوش الشمالية الثمودية، حيث يتتبع المعجم استعمالات الألفاظ القديمة، وتطور دلالاتها وما طرأ عليها في جميع العصور.

وأشار إلى أن المعجم يمثل ضرورة حضارية لخدمة لغة الأمة وذاكرتها، وضرورة لغوية لأنه يتتبع ألفاظ العربية المستعملة منذ نشأتها الأولى إلى الوقت الحاضر، وضرورة تاريخية؛ لأنه يؤرخ لأحداث الأمة العربية في مختلف عصورها، منذ عصر النقوش القديمة على جدران الكهوف والجبال والمغارات مروراً بالعصر الجاهلي حتى عصر التدوين وكتابة العلوم، وتوثيق الفنون والآداب والمعارف التي أثرت لغة الضاد ومفرداتها.

وتطرق المتحدثون في الندوة إلى أربعة تحديات ضمن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، تتمثل في كيفية الإحاطة بمخزون التراث العربي، وتحدي الاستفادة من الجانب التكنولوجي الذي تم من خلال توثيق المراجع التي يعتمد عليها المعجم في مدونة لغوية تحتوي على أكثر من مليار كلمة، يسهل على الباحثين العاملين في إنجاز المعجم البحث فيها، وفق منهج التحرير المعجمي.

وأشار المتحدثون أيضاً إلى تحدي التكلفة المالية الكبيرة للمشروع التي تم تجاوزها بفضل رعاية ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة للمشروع، وأخيراً تحدي توحيد الجهود من خلال التنسيق بين المجامع اللغوية العربية وجمع كلمتها في الشارقة ومصر والأردن وسوريا والجزائر وتونس والسودان وموريتانيا، والسعودية وليبيا، وتشكيل فريق من اللغويين في العالم العربي والإسلامي، للقيام بمهمة التحرير المعجمي التي تسير بصورة منظمة، وفقاً لخطة العمل والمنهج المرسوم لها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5fynnfc2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"