عادي

المجيب جلَّ جلاله

21:51 مساء
قراءة دقيقتين
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل

يا الله.. ينادي بها العبد المؤمن عندما يستغيث بمولاه، فمَنْ الذي إن عظمت عليك الخطوب لباك؟ ومَنْ الذي إذا لجأت إليه لم يخب دعاك؟ ومَنْ الذي إذا سلكت سبل رزقه لم يضع مسعاك؟ إنه الله، جلّ وعلا، القائل في كتابه الكريم «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، سورة البقرة:186، فهو قريب من عباده «فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ»، هُودٍ: 61؛ بل إنه أقرب إليهم من حبل الوريد، «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»، ق:16.

وهو، سبحانه، فعّال لما يريد، إن أراد شيئاً كان كما أراد له، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يحب من عباده أن يسألوه حاجاتهم، فإن كان الناس يغضبون من المسألة، فإنه، جلَّ وعلا، يغضب إن ترك العبد مسألته، بل إنه يريد من عبده أن يسأله أدق الأشياء، وعدَّ سؤال عبده عبادة، فعن النعمان بن بشير، رضي الله عنهما، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال:«الدُّعاءُ هوَ العبادةُ قَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ».

الله، جلَّ وعلا، يطلب إلى عباده أن يرفعوا حاجاتهم إليه، ليجيب دعاءهم، فهو، سبحانه، ما خاب من دعاه، وما رُد عن بابه خائباً مَنْ رجاه، هو المجيب، والمجيب اسم فاعل فهو يجيب عبده مهما عظمت المسألة، فعندما اشتد الكرب على نبي الله نوح، عليه السلام، وأخذ قومه يسخرون منه بعد أن بذل جهده في دعوتهم إلى دين الله وظل نحو 950 عاماً يدعوهم ولم يجد منهم إلا الصد والاستهزاء دعا ربه القادر على كل شيء فجاءت الإجابة «ولقدْ نَادانا نوحٌ فلنِعمَ المُجِيبُون»،الصافات: 75.

عندما نتأمل آيات ربنا نجد أن النبي، صلى الله عليه وسلم، ما سئل شيئاً إلا جاء الرد ب«قل»، فعندما سئل عن الروح «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» الإسراء: 85، وكذا الحال لما سئل عن الخمر والأهلة والشهر الحرام والساعة، دائماً ارتبط السؤال بالإجابة ب«قل»، إلا في مرة واحد لما سئل عن إجابة الله لدعاء عبده، فلم يقل له «قل»، إنما قال فإني قريب«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، سورة البقرة:186 ليجعلنا، جلَّ وعلا، على يقين كامل بأنه يجيب سؤال عبده بأسرع مما يتوقع العبد.

وما على العبد إلا أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على خالقه من دون يأس أو قنوط إن تأخرت الإجابة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wcm4488a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"