عادي

إدمان الفتى المرفّه

22:13 مساء
قراءة 3 دقائق

كتب: أمير السني

«ر.و» الابن الأصغر لأسرة ميسورة الحال، وفر له والده جميع سبل الراحة والعيش الرغيد، ولم يبخل عليه بشيء، ويسلمه أموالاً لشراء أفخم الملابس. وبعد بلوغه الثامنة عشرة، أهداه سيارة فارهة، يذهب بها مع أصدقائه للنزهة. وفي الإجازة الصيفية يسافر مع أسرته إلى الدول الأوروبية، لقضاء أوقات رائعة وأجواء جميلة.

وبعد دخوله الجامعة، صار يذهب برفقة أصدقائه إلى المقاهي ويتعاطون «الشيشة»، ويقضون الساعات حتى بلوغ الليل، يعود بعدها إلى المنزل، دون أن يشعر به أحد من الأسرة، ووالده متمسك بأسس الدين، ويحرص دائماً على أن يقيم أبناؤه الصلاة ويبتعدوا عن أصدقاء السوء، ويحرصوا على مراجعة دروسهم. وبفضل ذلك صار أبناؤه قائمين على التقوى والاستقامة وطاعة الوالدين.

لكن «ر.و» بدأ يتلمّس طريقاً آخر يختلف عمّا كان يريده والده، وبات يذهب بانتظام إلى المقاهي، برفقة زملائه بعد انتهاء الدراسة في الجامعة، ويتسامر الجميع داخل الصالة في جو مملوء بدخان (الشيشة)، وحياته صارت فوضى على عكس ما كان يريده والده له، ولم يكن يعلم حال ولده، فقد كان يظن أن ولده يذهب للمذاكرة مع أصدقائه.

وفي يوم طلب أحد زملائه توصيله إلى المنزل، واستجاب لطلبه، وركب معه السيارة، وفي الطريق أخبره الزميل بأن يتوقف عند أحد الطرق؛ لأن هنالك شخصاً في انتظاره سيسلمه شيئاً يخصه، وعندما وصلا إلى المكان المحدد، خرج زميله من السيارة وذهب إلى زاوية إحدى البنايات، وهنالك التقى شخصاً غريباً، وتسلّم منه شيئاً ملفوفاً في منديل وعاد بسرعة إلى السيارة.

وكان «ر.و» يتابع ذلك المشهد بريبة؛ لأن الشخص الذي التقى زميله من جنسية آسيوية لا تربطه به علاقة، وسأله عن سر ذلك اللقاء، فأخبره بأن الشخص سلمه نوعاً من السجائر العالية الجودة ويمكن أن يجربه معه.

فخاف أول الأمر، ولكن زميله شجعه على التجربة، وذهب معه إلى الكورنيش، وبعيداً من أعين الناس أخرج زميله اللفافة، وأعطاه سيجارة، فشعر «ر.و» بدوار في أول الأمر، فسأل زميله عن ذلك النوع من السجائر، فأخبره بأنه أحد أنواع الحشيش، وهو «يعدّل المزاج»، بحسب قوله، وبعد أن أكملا سيجارتهما، قام بتوصيل زميله وعاد إلى المنزل.

وتسلل مفعول الحشيش إلى نفس «ر.و» وصار يعشق تعاطيه، ولا يستطيع أن يتأخر عن مواعيد التعاطي، وبحوزته 5 لفافات اشتراها من الآسيوي بعد أن تعرف إليه بوساطة زميله، ويقسم اللفافة إلى أجزاء ويتناول كل يوم مرتين في الحمام، حتى صار مدمناً عليها.

وفي يوم اتفق «ر.و» مع اثنين من زملائه على الذهاب إلى إحدى الحدائق لتعاطي الحشيش، وذهبوا بالسيارة إلى الذي يمدّهم بتلك اللفافات، ونزل «ر.و» لأخذها وعاد إلى السيارة. وفجأة توقفت أمامهم سيارة زرقاء، ونزل منها رجال يرتدون ملابس بيضاء وأخبروا «ر.و» أنهم من رجال قسم التحريات الجنائية، وطلبوا منهم إبراز هوياتهم، وأمروهم بالخروج من السيارة وفتّشوها، فعثروا تحت مقعد السائق على لفافة بداخلها الحشيش، فقبضوا عليهم.

وفي قسم الشرطة اعترفوا بجريمتهم، وحوّلوا إلى المعمل الجنائي لفحص الدم الذي أثبت وجود المادة، في أجساد الثلاثة، ووجهت النيابة العامة إليهم تهمة تعاطي المواد المخدرة، وأمرت بتحويلهم إلى المحكمة التي دانتهم بالسجن لمدة عام، وإيداعهم أحد مراكز التأهيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3txyww3f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"