عادي

الصراعات الهجينة..مستقبل الحروب

23:37 مساء
قراءة دقيقتين

يؤكد الدكتور علي زياد العلي والدكتور علي حسين حميد في كتابهما «تكتيكات الحروب الحديثة.. الأمن السيبراني والحروب المعززة والهجينة»ا أن الحرب بمفهومها التاريخي ظاهرة قديمة، متجذرة في صلب التفاعلات الإنسانية، فهي صراع من أجل البقاء، يستخدم فيها كل وسائل العنف والاشتباك المسلح، سواء أكان هذا الاشتباك بين فردين أم مجموعتين أم دولتين، إذ تشكل إحدى مخرجات (فائض القوة) لدى الدول التي تلجأ إليها، من أجل الحصول على المزيد من القوة، أو الحفاظ على الذات.

يرصد الكتب تطور الحرب، نتيجة حتمية لموجة التطورات التي عصفت بالبيئة الإستراتيجية العالمية، إذ تطورت أجيال الحروب المتعاقبة، لتلبي الاحتياجات المتزايدة، لإدارة الصراعات العالمية، وبذلك انتقلت عجلة التغيير لأشكال وملامح الحروب، من مرحلة إلى أخرى، حاملة أفكاراً ورؤى، أدت إلى تحديث كل منظومة الحرب، وتدريب الأفراد، ونوعية السلاح المستعمل، والنظريات والخطط العسكرية المتبعة فيها.

ينطلق مفهوم الحرب الهجينة لوصف أساليب وأدوات مرنة ومعقدة، يتم توظيفها في ساحات القتال غير التقليدية، إذ تتخذ من الفضاءات المدنية مضماراً للاشتباك والتأثير في الخصم، عن طريق توظيف جملة من أدوات التأثير مثل الحرب بالإنابة، جماعات مسلحة، عمليات إرهابية، مع الوسائل غير المتماثلة (الحروب السيبرانية، الإعلامية، الدعائية والنفسية) في وقت واحد عبر الصراع في إستراتيجية موحدة الأمر الذي يدفع بالكثير من القوى الفاعلة في التوجه نحو شن مثل هذه الحروب في صراعاتها مع القوى الأخرى.

يرى الكتاب أن بيئة الحروب في القرن الحادي والعشرين تختلف اختلافاً جذرياً عن تلك التي كانت في القرون الماضية، نجم هذا الاختلاف نتيجة عدة مدخلات، أهمها التطور التكنولوجي، فضلاً عن تطورات أخرى، شابت البيئة النظرية الفكرية للحروب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5xvkwnxp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"