عادي
مشاهدات حول مدينة الورق الصينية

كيف تكتب كتاباً يتجاوز قراؤه 100 مليون؟

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

أصدر «بيت الحكمة» ترجمة عربية لكتاب «ثماني مذكرات حول جيانغهواي»، والكتاب نتاج تجربة طويلة في الكتابة والتحرير، إذ يجمع بين الرحلة والمذكرات على ما في كل منهما من متعة أدبية وتجربة حياتية، وقد جمعت فيه عدة مذكرات حول «جيانغهواي» بمقاطعة آنهوي الصينية أبرزت أهم معالمها الثقافية والحضارية، مثل ورق شيوان، وهو أهم أنواع الورق وأجودها في تاريخ صناعة الورق بالصين، وأحد أعظم اختراعات الصين الأربعة. ووصل عدد متصفحي الكتاب على الشبكة 100 مليون قارئ.

يحتوي الكتاب أيضاً على مذكرات حول بحيرة زهور الخوخ، البحيرة ذات المناظر الخلابة، وهي مقصد كثير من السائحين، ومذكرات «شاي آن دائم العطر» الشاي الذي يعرفه محبو الشاي في ثلاثينات القرن الماضي، لطعمه الفريد، فيروي الكتاب قصة إعادة إنتاجه مرة أخرى، هذه وغيرها من المقالات تصحبكم في رحلة سياحية أدبية ثقافية.

يقول الكاتب الفرنسي الشهير ألكسندر دوما الأب: «تتلخص الحكمة البشرية في كلمتين هما «الانتظار والأمل»، وهو يعني أن مستقبلك سيكون مفعماً بالأمل مادمت متحلياً بالصبر، فما بالك إذا كان قلبك مفعماً بالأمل والصبر معاً، ماذا تتوقع حينها بشأن مستقبلك؟ إن حياة البشر تنقضي بين دفتي الصبر والأمل، وعلى الإنسان أن يثق بأن الغد سيكون أفضل دائماً.

الكتاب الذي ترجمته إلى العربية هدير مصطفى، يشير مؤلفه «سي شيونغ» أنه لم يحظ بصدى جيد بين الجمهور، حين نشر عام 2018، لكنه لم يتوقف بل أصدره ثانية في ثوب جديد «المقالات الثمانية الجديدة» لتناسب أذواق القراء جميعاً، وبعد مرور أكثر من عام كما يقول: «الأمر كان يستحق الانتظار».

يؤمن مؤلف الكتاب أنه مهما بلغ تطور التقنيات والمنصات في عصر تعدد وسائل الإعلام سيظل «المحتوى هو الملك» وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها، وقد انتشر مفهوم «المحتوى هو الملك» في الأوساط الإعلامية ونصه كاملاً: «المحتوى هو الملك والروابط الخارجية هي الإمبراطور».

أصالة

ويشير إلى أصالة المحتوى في مقابل الانتشار الإلكتروني، وفي الحقيقة أياً كان العمل، فإن متطلبات نجاح المحتوى لا تتوقف على مدى أصالته فحسب، لكنها تعتمد أيضاً على الترابط والموضوعية والحبكة الدرامية وتجسيد العاطفة ونقل الأفكار وغيرها من العناصر.

ويرى الكاتب أن المادة يجب أن تكون مميزة والموضوع ثرياً والفكرة فريدة من نوعها، وحينها يصير العمل ذا قيمة، والأمر الثاني يجب أن يكون الأسلوب جميلاً، فالبشر جميعاً يشتركون في حب الجمال، حيث تجسيد مشهدي بحيرة زهرة الخوخ وقرية زهور المشمش، وسرد تفاصيل صناعة ورق شيوان كلها موضوعات لها طابع جمالي، وحين نكتب عنها لا بد أن يكون هذا بأسلوب أدبي وجمالي مع سلاسة في الوصف، وإيجاز في الوقت نفسه حتى يستمتع القراء بالمادة التي يقرأونها وكما يقال: «الكلام الفارغ لا يعيش طويلاً».

كما ينبغي أن تحمل المقالات فكراً نبيلاً، وأصيلاً، فهناك آلاف الأجساد الجميلة، لكنها فارغة وبلا روح، فالفكر هو روح المحتوى، والكتابة في أدب الرحلات والسفر على سبيل المثال لا ينبغي تناولها بالطريقة نفسها التي يتناولها بها المرشد السياحي، بل ينبغي الغوص في أعماق المحتوى، وإضفاء طابع خاص من روحك وعقلك عليه، فتنقل إلى الناس ما لم يروه معك، وكذلك ينبغي أن تتحلى ببعض الفلسفة والحكمة لتنقل للقراء قيمة جديدة، وعندها سيجد القراء المتعة والإفادة ويواصلون القراءة حتى النهاية.

يوضح الكاتب أن المحتوى هو الملك، لكن هذا لا يكفي لإيصال أفكارك، فقد قالوا: «الشيء الجيد تظهر محاسنه ولو دفن في الأرض»، لكن العمل بهذا المثل في يومنا هذا أشبه بمن يرتدي بذلة ملكية ليتسكع بها ليلاً في الطرقات، فوسائل الإعلام والسوشيال ميديا ومنصات الاتصال المدفوعة هي الآن الخيار الأفضل لكثير من الناس، بغض النظر عن جودة المحتوى، وهذه المنصات تغذى بكم هائل من المعلومات ويستطيع القارئ بضغطة زر أن يصل إلى ما يريده بسهولة وفي أقل وقت ممكن، بعدما كان البحث عنها صعباً للغاية.

بعد إطلاق «ثماني مذكرات» وصل عدد الزيارات على الشبكة بأكملها إلى أكثر من 100 مليون متابع للحصول على تأثير جيد في التواصل، وبدعوة من جمعية الصحفيين ذهب المؤلف إلى بكين لإلقاء محاضرة بعنوان «كيف تكتب كتاباً إعلامياً ترويجياً يتجاوز قراؤه 100 مليون قارئ؟»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3trfzvhm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"