عادي
سيمفونية قلم

النظر في النظرية

23:01 مساء
قراءة دقيقتين
1

يقال إن هنالك نظرية لا تؤمن من الأساس بوجود معنى للنظرية، وإنما تؤمن بأن الوقت غير موجود إلا في العقول البشرية، فهو مجرد خيال أو ابتكار إنساني مبني على فراغ افتراضي، تم تصميمه للتفريق بين المستقبل والحاضر والماضي، فكما قال أينشتاين، وهو ينظر إلى الساعة مراراً وتكراراً: «الزمن هو مجرد وهم، حتى لو كان هذا الوهم متكرراً». وهذه هي نسبية الزمن المربكة للغاية، والاستسلام لوجوده دون تحقيق الغاية، ومن هنا تأتي فلسفة من يموت ثم يعيش بيننا، ومن يعيش معنا وهو ميتٌ فينا!

توفي والده وهو في الثالثة من العمر، فربَّاه جده لئلا يذوق المر، حفظ القرآن كاملاً وتعلم فنون الإنشاد في سن 11، ثم اعتكف على دراسة فنون النظم ووزن النغم في الليل والصباح، وبعدها كوّن جوقته الخاصة، وأخذ يحيي الأفراح والليالي الملاح، ما أدى إلى ارتفاع شهرته حد السماء، وأصبح معروفاً حتى لدى الغرباء، فقد أعجب به الإيطاليون، واعتبروه صاحب الصوت الحنون، وكأن موسيقاه أشبه بالعنصر الغذائي، فانطلق للتمثيل وتطوير المسرح الغنائي، وهكذا أثبت الموسيقي سلامة حجازي نجاحه بامتياز، دون التطرق إلى أبواب الواسطة وأساليب الانحياز، ففي أواخر أيامه أصيب سلامة بالشلل، إلاّ أنه استمر في الظهور على المسرح بلا ملل، بل بدا غير مبالٍ بآلام جسده الخبيثة، فاستحق أن يكون أحد أعلام النهضة العربية الحديثة، حيث عمل ممثلاً وملحناً ومطرباً ومنشداً، وكان دائماً سعيداً ونشيطاً ومجتهداً، فقد عمد إلى تقديم القصائد القديمة في قوالب جديدة، كما أن له أعمالاً فنية مختلفة وعديدة، وأيضاً شارك في الكثير من الروايات المسرحية، من خلال ألحانه وصوته في وصف الشخصية، ومن أهمها: (هارون الرشيد، وقلب المرأة، والقضاء والقدر)، فنال عن جدارة هذه المنزلة الرفيعة بهذا القدر.

يعد حجازي أول من انتقل بالأغنية من المجالس إلى المسارح، بأسلوب لطيفٍ لا يعرف آثار الانتقال الجارح، وكذلك يعود إليه الفضل الأكبر في تقديم واكتشاف المغنين في ذلك الجيل، حيث نقلهم من القرى الريفية إلى القاهرة ليسهّل طريقهم ويريهم السبيل، ومن أشهرهم «سيد درويش وأم كلثوم»، وما زال العالم يتحدث عنهما إلى هذا اليوم، والجميل أنه قد أشادت به الممثلة العالمية «سارة برنار» عندما شاهدته في رواية «غادة الكاميليا»، ولذلك حالياً يوجد له تمثال في مدينة «نابولي» ثالث أكبر مدن إيطاليا.

الاسم: سلامة حجازي
التاريخ:
1852 – 1917 (64 سنة)
الجنسية: مصري
النشاط: موسيقي
من أعماله: تسجيل لسلامة حجازي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wdsxccz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"