عادي
بوتين يتعهد بالتخلي عن الدولار.. وشي يحذر من حرب باردة

تعهدات طموحة ل«بريكس» تستقطب «الأغلبية العالمية»

01:24 صباحا
قراءة 3 دقائق
بوتين يخاطب قمة بريكس عبر الفيديو كوفرنس (ا ف ب)

شدد قادة مجموعة «بريكس» في افتتاح قمتهم الخامسة عشرة في جوهانسبرغ، أمس الثلاثاء، تصميمهم على تغيير شكل الاقتصاد العالمي، ومعارضة العقوبات الأحادية، والسعي إلى التخلص من الدولار في المبادلات التجارية بين الدول الأعضاء، ودراسة توسع المجموعة إلى «بريكس بلس»، وسط تحذير من حرب باردة جديدة.

اجتمع زعماء دول «بريكس» وضيوفهم من أكثر من 50 دولة، في قمة يبحثون فيها توسع المجموعة مع سعي بعض الأعضاء لتحويلها إلى قوة موازية للقوة الغربية، فيما تزداد التوترات العالمية المتصاعدة التي أثارتها الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة إلحاحاً على تعزيز قوة المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وهاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدولار الأمريكي كعملة عالمية، داعياً إلى فك ارتباط اقتصادات العالم بهذه العملة. وأعلن بوتين أن التخلص من الدولار في التسويات بين دول «بريكس» عملية لا رجعة فيها، مؤكداً أن المجموعة تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، لتسريع النمو الاقتصادي.

وأعرب بوتين عن استعداد روسيا للعودة إلى صفقة الحبوب في حالة الوفاء الحقيقي بالالتزامات تجاه الجانب الروسي. وأوضح بوتين أن هناك تحديات أمام مجموعة «بريكس» من تقلبات أسعار الطاقة والتصرفات غير المسؤولة من عدة دول، مشيراً إلى أن الاستثمار في دول بريكس زاد بمعدل 6 أضعاف.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ: إن المجتمع البشري يقترب من منعطف حرج، وعليه أن يقرر ما إذا كان سيحافظ على السلام والاستقرار أم سينزلق نحو هاوية حرب باردة جديدة؛ وذلك في كلمة مقتضبة قرأها نيابة عنه وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو.

وكان شي قد وصل صباح أمس الثلاثاء إلى بريتوريا؛ حيث التقى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، وقال: «اليوم وبينما نقف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، فإن إرث الصداقة وتعميق التعاون وتعزيز التنسيق؛ هي التطلعات المشتركة للبلدين، وهي كذلك المهام الكبرى الملقاة على عاتقنا».

من جهته، أشار رامافوزا، في افتتاح القمة إلى أن «مجموعة بريكس تعمل على تقوية العلاقات الاقتصادية بين دولها، كما أنها غيّرت شكل الاقتصاد العالمي».

وشدد على أن «العقوبات الاقتصادية الأحادية تعارض قانون التجارة الدولي ويجب أن نعزز تعاوننا، والنمو الاقتصادي يجب أن تسوده الشفافية والاندماج ضمن معايير منظمة التجارة العالمية».

ورأى أن «اقتصادات بريكس تسهم في نمو الاقتصاد العالمي، كما أن دول بريكس تمثل ربع الاقتصاد العالمي، وخُمس التبادلات التجارية، و40 % من سكان العالم».

وطالب رئيس جنوب إفريقيا بتغييرات جذرية للمؤسسات والمنظمات الاقتصادية الدولية لكي تناسب الجميع، وتابع: «يجب علينا تخصيص الأموال للبنى التحتية في دول القارة، لأن المعادن والموارد الموجودة في قارتنا هي أساس الاستثمار والتطور في العالم أجمع».

وقال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي: إن مجموعة بريكس مثلت بارقة أمل للاقتصاد العالمي في أوقات الأزمات، وتابع «نحن من أكثر الدول التي تشهد نمواً اقتصادياً في العالم». وأضاف رئيس الوزراء الهندي في كلمته «لقد رصدنا 110 مليارات دولار لتطوير البنية التحتية، والمجموعة لعبت دوراً مهماً في تعزيز الاقتصاد العالمي».

من جانبه، قال رئيس البرازيل لولا دا سيلفا: إن دول المجموعة لن تقبل الاستعمار الجديد الذي يفرض قيوداً اقتصادية بحجة حماية البيئة، مشدداً على دعم تجارة عالمية أكثر إنصافاً، لافتاً إلى أن الديناميكية الاقتصادية العالمية موجودة في الجنوب العالمي مدفوعة بدول المجموعة.

وأضاف رئيس البرازيل «نعمل على تكامل اقتصادي أكبر لكي تكون لدينا وحدة لا تستبدل عملاتنا المحلية، وهناك نمو للدول النامية أكبر من الدول المصنعة، ومجموعة بريكس ودول الجنوب تحقق نمواً أكثر من غيرها، والمجموعة تخطت مجموعة الدول السبع وباتت تشكل 42% من الناتج المحلي العالمي.

ويضم التحالف حالياً البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ويهدف إلى أن يصبح «بريكس بلس» وأن يستوعب العديد من الأعضاء الجدد. ولا يزال يتعين على الدول الأعضاء الاتفاق على معايير القبول. كما لا يزال من غير الواضح متى سيتم إدراج دول إضافية. ويستمر الاجتماع حتى يوم غد الخميس. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34ymfj9s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"