القاهرة: «الخليج»
شددت دار الإفتاء المصرية على المصارحة بين المقبلين على الزواج، مشيرة إلى أن الشرع الشريف، يؤكد ضرورة المصارحة بين المخطوبين في ما بينهما من العيوب والأمراض التي من شأنها أن تعطل مقاصد الزواج، أو تكر عليها بالفساد أو البطلان، وجعلها من باب الغش المنهي عنه شرعاً، خاصةً تلك الأمراض التي تمنع من الجماع، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية أو المزمنة، وقالت الإفتاء إن ما عدا ذلك من الأمراض التي يمكن معالجتها، فالأولى الإخبار بها، حسماً لمادة النزاع.
على جانب آخر، يعد الفحص الطبي قبل الزواج من الموضوعات الفقهية المعاصرة ذات الأثر البالغ في حياة الإنسان ومهمة للأجيال القادمة، إذ حرص الإسلام على سلامة الأسرة وتمام صحتها وفيه يظهر المحافظة على الضروريات الخمس، ومنها ضرورة حفظ النسل من التشوهات الخَلقية والإعاقات العقلية والجسدية، ويُندبُ المسارعة إلى إجراء هذا الفحص لغاياتٍ لا تعدّ ولا تحصى، خاصةً مع زيادة عدد البشر وازدياد الأمراض الوراثية، وبيان الرأي الشرعي والطبيّ والقانوني، لأن الأمراض الوراثية التي تصيب الإنسان قد يكون لبعضها الأثر السلبيُّ في مستقبل الأسرة، ويتأثر بها مستقبل الأسرة والمجتمع سعادةً أو شقاءً، قوةً أو ضعفاً؛ ولهذا فالوعي الحقيقي والمعرفة الأكيدة بهذا الأمر، أصبحت من ضرورات عقد الزواج ومتطلباته الحقيقية في المجتمع الإسلامي المتحضر. وقد نهج الباحث في بحثه المنهج الاستقرائي في جمع الأدلة من مصادرها الأصيلة، ومن ثَمّ كان المنهج التحليلي لتلك الأدلة، وأشار البحث إلى أن الفحص الطبي قبل الزواج مشروع شرعياً وقانونياً وطبياً ويأخذ حكم المندوب، لما فيه من المصالح المعتبرة على الفرد والمجتمع، وفيه تجنب الكثير من الأمراض التي تؤثر في سلامة النسل، وقد قسّم الباحث البحث إلى: مقدمة عن الموضوع وأهميته والدراسات السابقة، وثلاثة مطالب هي:
المطلب الأول: مفهوم الفحص الطبي قبل الزواج وأهدافه وخصائصه، والإيجابيات التي يعد الفحص الطبي قبل الزواج مظنة لها، والمفاسد التي يعد الفحص الطبي قبل الزواج مظنة لها، وأهم الأمراض التي يتحتم فحصها في البيئة العربية الإسلامية، وخصائص القائمين بالفحص الطبي قبل الزواج.
المطلب الثاني: الحكم الشرعي للفحص الطبي قبل الزواج من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وبيان وجه الدلالة على أهمية الفحص الطبي من خلال الاستقراء والاستنتاج لهذه النصوص.
المطلب الثالث: المرجعية القانونية للفحص الطبيّ قبل الزواج.
وقد جددت وزارة الصحة والسكان في مصر، مطالباتها بضرورة الاهتمام بإجراء الفحوص الطبية اللازمة قبل الزواج، مشيرة إلى أن هذه الفحوص من شأنها أن تحمي المواليد الجدد من الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية والمزمنة والوراثية.
وتشمل الفحوص الطبية التي اعتمدتها مصر، في مبادرة فحص المقبلين على الزواج، الكشف عن الأمراض غير السارية مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب أمراض السمنة، والكشف المبكر عن الأمراض المعدية مثل فيروس بي وفيروس سي وفيروس نقص المناعة البشري، إضافة إلى إجراء تحاليل مخبرية أخرى تتعلق بفصيلة الدم، ونسبة الهيموغلوبين، حيث يتم تطبيق نظام الإحالة والتوجيه، في حالة اكتشاف الإصابة بأي أمراض، عبر توجيه الطرفين لتلقي الخدمات الطبية والعلاج اللازم، بما يحد من مضاعفات الإصابة للطرف المصاب، وكذلك منع انتقال العدوى إلى الطرف الآخر.
