عادي

كيف أرتّب أمور أسرتي؟

23:11 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د.مايا الهواري

تراود الإنسان أسئلة كثيرة خلال مسيرة حياته اليومية والأسبوعية وحتى اللحظية، فيبدأ بالبحث عن إجابات لهذه الأسئلة، وهذا هو الأمر الطبيعي، وهنا نراه يجد بعضها ولا يجد البعض الآخر، ما يضطره لطرح سؤاله على المختصين بغية الوصول إلى الجواب الشافي لما يشغل تفكيره.

بعض الأمهات طرحت السؤال التالي: لا أعرف كيف أقوم بتربية أولادي؛ إذ أشعر وكأنني غافلة عنهم أو نسيتهم، أو ربما أكون ضائعة فأشعر بالحيرة من أمري فما الحل؟

الجواب عزيزتي الأم: لا يمكنني الإجابة بشكل حتمي حتى أعلم تفاصيل الأمور، فقد تكونين من الأشخاص الذين يبالغون في الأمور ويعطونها حجماً أكبر من حجمها، ولكن مجرّد طرح هذا السؤال دليل حرص شديد منك أيتها الأم على أبنائك، فالأم مجرد شعورها بعدم قدرتها على ترتيب أمورها دليل على وعيها لما يجري حولها، وهي مدركة وقادرة على قيامها بعملية التحسين.

البعض يقول إنه لا فائدة من عمل أيّ شيء؛ فالوقت قد مضى ولا يمكن بعده استرداد اجتماع الأسرة ولمّتها الحانية، وهنا يجب أن تكون الأم إيجابية تتمتع بذكاء عاطفي يجعلها قوية قادرة على لم ّ شمل أفراد الأسرة من جديد، فهي أساس المنزل، وباستطاعتها تنظيم أوقات كل أفرادها، وتلجأ الأم لتحديد مهام كل منهم، وخاصة إن كانت امرأة عاملة، لأنها تقضي وقتاً طويلاً بالعمل. ويتوجّب على الزوج أيضاً مساعدتها، فيكون مثالاً لأولاده، وأيضاً نجد الجدة أو الأخوات الداعم الكبير لهذه الأم، كما يجب أن تجد طريقة ما ترتّب بها أمورها، وستجدها حتماً، وعلى الرغم من كل الصعوبات التي تعترض طريقها إلا أنها قادرة على التنظيم، فالأولاد لديهم قدرة كبيرة على التأقلم.

لذلك نصيحة لكل أم: لا تخافي وتلقي اللوم على نفسك بأنك لن تستطيعي القيام بأي شيء حيال ذلك، إنما اجتهدي وعلّمي أبنائك ما تريدين وفق برنامج معين يتبعونه خلال السنة الدراسيّة، وأيضاً يساندونك في أعمال المنزل وخارجه، خاصة إن كنت امرأة عاملة خارجه فيتم توضيح الأمر للأولاد بأن ووالديهم شخصان عاملان، ومن واجب الأبناء مساعدتهم من خلال ترتيب لوازمهم الخاصة، وسيعتادون على ذلك حتى وإن واجهتهم العقبات بادئ الأمر، وكذلك أيضاً فلا مانع من أن يعلموا القدرة المادية للأسرة، حتى تتّضح الحياة أمامهم وكيفية توزيع الفلوس وإنفاقها، فنراهم يعيشون بقناعة وفق ما تمتلكه الأسرة وبذلك يكون الولد قد تربى ضمن إمكانيات أسرته، فالمثل الشعبي يقول: «ابنك على ما تربى».

نستنتج ممّا سبق أن امتلاك الأم للذكاء العاطفي عامل مساعد على تنظيم أمور المنزل والأولاد، والابتعاد عن التوتر والتردد، وإيجاد حل لأي مشكلة تعترض مسيرتهم الحياتية، ولا مانع من استشارة مختصين إن تطلّب الأمر، ذلك للحصول على النصائح وفق خبرتهم واختصاصهم، فالغاية أن تكون تسير حياة الأسرة وفق الطريق الصحيح للسعادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/52ak6vac

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"