عادي
المكتب الثقافي والإعلامي يعقد ملتقى الأديبات السادس الأحد

كاتبات إماراتيات: مطلوب حوارات تطرح أسئلة ثقافية ومعرفية

23:41 مساء
قراءة 4 دقائق
2002

الشارقة - «الخليج»

تنطلق بعد غد الأحد، فعاليات ملتقى أديبات الإمارات السادس، تحت عنوان «التجربة والأثر»، وينظمه المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، وعلى هامش الملتقى التقى المكتب بمجموعة من الأديبات الإماراتيات اللواتي عبّرن عن تفاؤلهن بهذا الملتقى، وما يطرح من محاور ثقافية ومعرفية، كما عبّرن عن ضرورة أن يترك الملتقى أثراً واضحاً (ثقافياً ومعرفياً) في مسيرة إبداع الكاتبة الإماراتية، وأن يسلط الضوء على التجارب المبدعة في مسيرة الكاتبات الإماراتيات، وأن يعيد الملتقى اكتشاف التراث الشعري والسردي، وما يطرح من محمولات فكرية وتجارب فلسفية ونقدية ملموسة.

وقالت الإعلامية عائشة العاجل «تكون التجربة الأدبية جديرة بترك أثر حين تقترب من واقع الناس وتحمل معاني إنسانية، وحين لا يشوبها التكلف والتصنع والمبالغة، وحين تحمل أناة الكاتب وذاته وتنقلها بأمانة وإبداع» وتابعت: «تضيف هذه الملتقيات التقارب والتواشج وتفسح المجال للإلهام والاستلهام وتمنح فرصة الانطلاق للكلمة والأفكار».

تجارب ملهمة

بدورها أكدت الشاعرة مريم النقبي أن التجربة الأدبية تكون جديرة بترك أثر حينما يكون لها تأثير في المتلقي، فالنص الأدبي حين يكتب سواء كان نثراً أم شعراً لابد وأن يترك أثره في القارئ الذي يتأثر بما قرأه أو سمعه، فالكلمة ذات تأثير كبير، وقد تمنح حياة أخرى للمتلقي، فيعيش ويتعايش معها، هنا تكون التجربة الأدبية جديرة بترك أثر،وتابعت: مثل هذه الملتقيات جديرة بالاحتفاء وتضيف الكثير للمسيرة الأدبية، فهناك تجارب ملهمة وناضجة والتعرف إليها والاقتراب منها يدعو للفخر ويضيف الكثير للتجارب الشابة.

الجانب الإنساني

أما الشاعرة شيخة المطيري، فرأت أن التجربة الأدبية تترك أثراً إذا كانت تمثل جانباً إنسانياً في الطرح وتلامس قضايا الآخرين وهمومهم وجراحهم، وقالت: حين تكون صادقاً في الكتابة، فالصدق هو أن تكتب من أجل الكتابة وليس بسبب مؤثرات خارجية مختلفة، وكلما عبّر الكاتب عن نفسه كلما ترك أثراً أكبر، ولأننا بشر ونختلف عن بعضنا بعضاً نجد أن كل كاتب يترك بصمة خاصة به ليوثق حضوره في المستقبل، كما أن التروي وعدم التناقض وادعاء المثالية في الكتابة مهمة للوصول للنضج الكتابي الذي يترك أثراً واضحاً في هذه الحياة.

وأضافت: تكمن أهمية هذه الملتقيات في أن الإنسان لا يستطيع العيش منعزلاً، خصوصاً إذا أراد أن يتطور، فهي تعرّفنا إلى البيئة الأدبية الصالحة للحياة، وتمكننا من تطوير أدواتنا، فالملتقيات حاضنة كبرى لأسئلة الكاتب ودوافعه في البحث الدائم والتواصل المعرفي بينه وبين الآخرين.

جغرافيا أوسع

البحث عن جغرافيا أوسع لهذه الملتقيات وطرح أسئلة معرفية وكونية، هو ما يشغل الكاتبة والشاعرة نجوم الغانم التي أكدت أننا بحاجة دائماً لأن نكون على اطلاع على ما يحدث في مجال الفن والأدب، ونكون على تواصل مع بعضنا بعضاً، ولا بد أن يكون الحوار قائماً ومتصلاً، وقالت: أعتقد أن الملتقيات بحاجة لأن تخترق النسيج الاجتماعي وتوسع من دائرة نشاطاتها لتشمل جغرافيات أكبر، وبحاجة أيضاً إلى أن تكون أسئلتها أكثر كونية، وربما يجب أن تكون ثقافية وليست أدبية بالتحديد، لأن الثقافة تشمل فروعاً كثيرة من المعرفة وهذا ما نحتاج إليه؛ لكي ننمي ثقافتنا في أكثر من مجال.

وتابعت الغانم: هناك أعمال أصبحت من ضمن الموروث الأدبي والثقافي للإنسانية، ومن الضروري العودة إليها لمساعدة الأجيال على اكتشافها، ومساعدتنا على تذكّرها وإعادة قراءتها، وهناك أعمال جديدة علينا أن نكون واعين بوجودها وقادرين على الاطلاع عليها، ووضعها في سياقاتها التاريخية حتى نعرف كيف تطورت اللغة، وكيف تغير شكل التناول، وما هي القضايا التي كانت سائدة بالمقارنة مع القضايا المطروقة في الوقت الراهن.

وأكدت الغانم أنه لا بد في هذا الإطار، من إعادة اكتشاف تراثنا الشعري وتراث العالم الشعري، والفلسفة والنقد والتاريخ والروايات العالمية.

أعمال خالدة

وأكدت الناقدة د.مريم الهاشمي على ضرورة هذه الملتقيات التي تعتبر فرصة ذهبية للتعارف بين الأديبات والشاعرات، وقالت: من خلال هذه الملتقيات تعرفت إلى الكثير من الأقلام المميزة والإصدارات المؤثرة، وكانت فرصة لي للتواصل، وإن كانت الملتقيات عبر «زوم» ومواقع التواصل الاجتماعي، لم تحقق لنا ما نصبو إليه كالملتقيات المباشرة، إلا أنها تحقق أهدافاً أخرى، تتمثل في وصول الملتقى ورسالته لمختلف المتابعين في العالم، وأكدت أن هذا ما دفعها للتفكير في ضرورة بث الملتقيات المباشرة عبر تصوير عالي الدقة من خلال وسائل التواصل لتحقق الهدف منها بشكل أكبر وتصل للجميع فتتجاوز المسافات والقارات.

وأوضحت أن الكثير من الأعمال جاء أثرها بعد وفاة كاتبها، لهذا فعلى الكاتب ألا يكتب بهدف الشهرة، ولا يفكر في الأثر الذي سيتركه، بل يفكر في الإبداع، فالعمل الجدير بترك أثر لن ينساه الناس أبداً، بل سيبقى لمئات السنين، ويصنف من ضمن الأعمال الخالدة.

ملامسة القلوب

بدورها أكدت الشاعرة شيخة الجابري على أن الأعمال التي تلامس الناس هي الأعمال التي تبقى وتترك أثراً، ولا يمكن للعمل أن يلامس الناس إلا إذا كان صادقاً ونابعاً من القلب.. وتابعت: تشكل مثل هذه الملتقيات فرصة لالتقاء الأفكار وتبادلها، وفرصة للتعرف إلى أهم الإصدارات ونقدها، والبحث عن جوانبها المشرقة، وهي ضرورة لا يمكننا الاستغناء عنها، فهي التي تحقق لنا الحضور الحقيقي الذي نرجوه ونبحث عنه، والتواصل الذي نأمل بتحقيقه.

الاقتراب من الواقع

واعتبرت الكاتبة فاطمة المرزوعي، أن العمل الذي يترك أثراً هو العمل الإنساني والواقعي، وقالت: هذه الملتقيات تعتبر بالفعل فرصة للتعرف إلى أحدث الإصدارات والتعرف إلى الأقلام الجديدة، والاستفادة من خبرات الكتّاب بمختلف توجهاتهم الفكرية، ونحن بالفعل بحاجة لمثل هذه الملتقيات باستمرار.. وأضافت: العمل الذي يترك أثراً هو العمل الإنساني والواقعي، وخلال جائحة «كورونا» لاحظنا أهمية العمل الأدبي الذي يلامس الواقع ويسرد القصص، ويرصد التجارب الإيجابية والمؤثرة ويؤرخ لكل ما يحدث، ومن جانب آخر، فالأدب ينبغي أن يسير جنباً إلى جنب مع التطور في مختلف مجالاته، فإكسبو اليوم مثلا يعتبر فرصة لكتابة أعمال ستترك أثرا لسنوات مقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"