عادي

كوكب الأرض في قلب الظلام

22:46 مساء
قراءة دقيقتين
9

«المادة القاتمة وتطور علم الكونيات الحديث» كتاب من تأليف أوليفييه اسلانجيه، وترجمة طارق كامل، يتناول النظريات التي تطيح تماماً بمركزية الإنسان في الكون، فتاريخ علم الفلك يتسم بالاستبعاد المتواصل للإنسان من عرشه، بصفته سيداً للكون، فلا الإنسان هو مركز الأرض، ولا الأرض مركز المجموعة الشمسية، ولا الشمس هي مركز المجرة، والمجرة تنتمي لتجمع مجري وهي ليست على الإطلاق في مركزه.

يضم الكتاب دراستين: الأولى تتعلق بدراسة المادة القاتمة في الكون، والتي تبين أن الإنسان ليس على هامش الكون ومكوناته المرصودة فحسب، بل إن تلك المكونات لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من مادة كون مظلم، يتألف من مادة سوداء ذرية وأخرى مجهولة وطاقة سوداء، ثم الشق الثاني من الدراسة الأولى، وهو نشأة الكون في هذا الإطار، والدراسة الثانية تتناول كشف كواكب خارجية عدة تعمر «درب التبانة» فلم تعد الأرض ولا المجموعة الشمسية تكتسبان أهمية خاصة في الليل المعتم.

ويوضح الكتاب أن ثورتين حديثتين سوف تؤكدان على اللامركزية الأرضية: اكتشاف أن معظم المادة في الكون تختلف عن المادة الذرية التي تتكون منها أجسامنا والكواكب والنجوم، إنها ضربة شديدة القسوة للزهو البشري، لم تماثلها سوى قضية اكتشاف كواكب أخرى محلية في درب التبانة، خارج المجموعة الشمسية، صالحة للحياة بالمعايير البشرية.

و بدأت مع القرن الحادي والعشرين سلسلة اكتشافات لكواكب خارجية، في البدء كواكب غازية، مثل المشتري وزحل، ثم عوالم صخرية، بلغ عددها رقماً خرافياً، ومنها ما يصلح للحياة البشرية، من حيث البعد عن النجم الأم، والبعد عن مركز المجرة.

ويؤكد الكتاب أن الكون هائل الاتساع بما لا يمكن لمخيلتنا بلوغه، لكن الحياة اليومية للإنسان تفصل دوماً بين المواطن البسيط وحياته، وبين العلم والعالم. والاكتشافان الرئيسان اللذان عادا مرة أخرى بالكاهن البولندي «كوبر نيكوس» إلى القمة هما اكتشاف الكواكب الخارجية، التي تعمر مجرة درب التبانة. والاكتشاف الثاني المدوي بدأت إرهاصاته في ثلاثينات القرن العشرين، ثم تأكد وجوده بعد سنوات من الجدل في عام 1998 وبدأ رصده في القرن الحادي والعشرين، إنها المادة القاتمة أو المعتمة أو المظلمة أو السوداء أو الدخيلة، وهي كلها ألفاظ تستعمل لوصفها من قبل العلماء والباحثين من دون مفاضلة بين تسمية وأخرى، لأن خروج تلك المادة إلى حيز الحقيقة العلمية سلط الأضواء على علم الكونيات، وهو علم حديث للغاية، وتلك المادة هي موضوع هذا الكتاب، الذي يؤرخ لأحدث ما فجّرته اكتشافات المراصد العالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"