عادي
على هامش الحكاية

«موبي ديك».. أغرب مطاردة بين الإنسان والحيوان

22:30 مساء
قراءة دقيقتين
2105

الشارقة: «الخليج»

وُصفت من قبل النقاد بأنها الرواية الأمريكية الأعظم، ولعل أهميتها تنبع من كونها سجلت أغرب مطاردة بين الإنسان والحيوان، إنها «موبي ديك» للكاتب الأمريكي هيرمان ملفيل (1819 – 1891)، وصدرت في 1851، وهو زمن تدشين بروز روايات عظيمة في زمن باحث عن المجد منتصف القرن التاسع عشر.

وصف هيربرت لورنس، أحد أهم الأدباء البريطانيين في القرن ال 20 «موبي ديك» بأنها كتاب عظيم، بل أعظم ما كتب في أدب البحار على الإطلاق».ما هو غريب بشأن هذه الرواية، التي صدرت في ترجمات عربية مختلفة، لعل أبرزها ترجمة الناقد والكاتب إحسان عباس، أنها قوبلت حين صدورها بلامبالاة النقاد واستهجانهم، وربما استحقارهم، لكنها بعد وفاة صاحبها، صارت من كنوز الأدب الأمريكي، بل أصبحت الرواية الأم لكل أدب حول البحار والحيتان، وقد سجلت أغرب مطاردة بين الإنسان والحيوان.

دلالة ربما تنبع أهمية «موبي ديك» من رمزيتها الهائلة، فهي تكشف عن قوتين: الأولى يمثلها «الحوت الأبيض»/ موبي ديك، وترمز للقوة الغاشمة التي تتحدى إرادة الإنسان، وهناك القبطان (آهاب) البطل الذي يمثل عبقرية التحدي، وذلك بالطبع على الرغم من تلك النهاية القاسية لهذا التحدي، حيث تتحطم السفينة، ولم تكتب النجاة لبحارتها باستثناء «إسماعيل» الذي عاش ليروي قصة «موبي ديك» الذي لا يقهر.وصفت «موبي ديك» بأنها رواية السهل الممتنع، حيث يمكن سرد أحداثها في سطور قليلة، لكننا لن نستطيع أن نعطيها حقها، فهي مثلت في أحد وجوهها رحلة استكشافية في مجاهل البحر، تعرف القارئ أشياء كثيرة، كما أن مؤلفها كتبها وهو يستند على خبرة حياتية في البحر، وينظر إلى هذا الأثر الأدبي أيضاً باعتباره يجسد رحلة استكشافية للنفس البشرية، من خلال شخصيات تواجه صراعاً ثلاثياً: صراع مع الطبيعة، ومع الذات، وصراع مع الإنسان، وهي تدفع إلى التأمل في الإنسان والوجود والإيمان والخير والشر.

وصف بيرنادرد شو الرواية بقوله: «منذ أن تعلم الإنسان الكتابة، لم يكتب مثل هذه الرواية...».. فقد احتل مؤلفها منزلة عظيمة، كما تمت مقارنته بشكسبير، والأديب الذي سبق عصره، وقد كرم بعد وفاته من قبل العديد من المراكز والمؤسسات الثقافية الأمريكية.

تم استلهام الرواية في أعمال فنية ودرامية كثيرة في المسرح والسينما وفي الفنون التشكيلية، من بينها: في السينما فيلم «وحش البحر» و «موبي ديك» في 2011، كما صورت في الدراما التلفزيونية من خلال «أسطورة موبي ديك»/ من إنتاج ياباني، بالرسوم المتحركة، من إخراج أوسامو ديزاكي 1999، وهناك مسلسل «موبي ديك»، إنتاج أمريكي أسترالي 1998، من إخراج فرانك فرانك رودهام. ويوجد، أيضاً، مسلسل «موبي ديك».. من إنتاج ألماني نمساوي، أخرجه مايك باركر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"