انتقام زوج

كتب: أمير السني

تزايد التوتر بين الزوجين وبدأت الخلافات في التفاقم؛ نتيجة عدم الاتفاق حول الأمور اليومية، وصار الخلاف ينشب بعد مرور عام واحد فقط على زواجهما، وظلا يتحدثان بشكل سيّئ ويتشاجران كثيراً، تصاعدت المشاكل مع الوقت، وتأثرت العلاقة بشكل كبير.

اكتشف الزوج أن العلاقة بينه وبين الزوجة جاءت بسبب الزواج التقليدي؛ حيث ترك الأمر لأسرته في البحث عن شريكة حياته وفق العادات والتقاليد، حيث كان والداه يبحثان دائماً عن فتاة تناسبه للزواج، وبعد البحث والتحري، تمّ الاتفاق على فتاة وجدا أنها تناسب ابنهما من النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية.

بعد الاتفاق على الزواج، تم ترتيب الزيارات بين عائلتي الشاب والفتاة، وتمّ تحديد موعد لإجراء الخطوبة. وفي يوم الخطوبة، تم تبادل الهدايا بين العائلتين، وقدّم ابن الأسرة خاتم الخطوبة.

وبعد مضيّ أسابيع، تم إجراء حفل الزواج، حضره الأقارب والأصدقاء والجيران، وكان حفل الزواج أيضاً بطريقة تقليدية؛ حيث تم تقديم الأكلات الشعبية والحلويات، وتم تجهيز العروس بالثياب الجميلة والمجوهرات.

استمرّت الحياة الجديدة بين الزوجين في هدوء خلال الأيام الأولى من شهر العسل، ولكن بدأت وجهات النظر تختلف بينهما، فهي ترى أشياء تخالف رؤيته في عدد من المواقف أثناء خروجهما، واعتبرها مجرد خلافات عادية يمكن أن تحل بالتفاهم، وعادا إلى بلادهما ونزلا في المنزل الجديد، وحاول كل طرف كسب ثقة الثاني، وإبداء حسن النية، ولكن في ذات الوقت يصمّم كل واحد منهما على رأيه، فالزوج يعتبر نفسه القائم على المنزل وهو الآمر الناهي، ويجب أن تحترمه، ولكنها ترفض تلك الفكرة باعتبار أنها شريكته وتشارك في المنزل بمالها، وتذهب إلى العمل مثله تماماً، وصار الوضع مشحوناً بالتوتر بينهما، وقررت الزوجة الذهاب إلى أهلها لفترة معينة، إلى أن يجد حلاًّ لتلك المشاكل، ولكنه رفض تلك الخطوة، وأن عليها أن تلتزم المنزل.

عاد الزوج من العمل ووجد الزوجة قد غادرت المنزل، ولم تخبره واستشاط غضباً من ذلك الفعل، وقرر أن ينتقم منها، وذهب إلى منزل أسرتها والتقى والدها، وادعى أنه يريد الصلح ويعيد الزوجة إلى المنزل، وتحت ضغوط الأسرة عادت معه، وجلسا مع بعضهما في محاولة لتسوية الأمور وارتفعت الأصوات خلال النقاش، واكتشفت الزوجة أن الأمر معقد، ولا يمكن الوصول إلى حل مع زوجها الغاضب، وأنها إذا استمرت بهذه الطريقة فإنها ستعيش في جحيم وهي تسكن معه تحت سقف واحد، وقررت أخذ حقيبتها التي لم تفرغها، بينما حاول هو منعها من الخروج وبدأ يمسك بيدها؛ ليمنعها من حمل الحقيبة، وهي تصر على رأيها فاضطر إلى دفعها ورميها على الأرض.

أصيبت الزوجة جراء تلك الدفعة القوية بكسر في أسفل قدمها، وتم نقلها إلى المستشفى، ولم تفلح جهود الأسرتين في حل المشكلة، وأقامت الزوجة قضية ضد الزوج، وأمرت النيابة العامة بالتحقيق في القضية، بعد تعديل المواد، لتصبح قضية جنائية، وتم القبض على الزوج، وبالتحرّي معه اعترف بارتكابه الحادثة، وقال إنه لم يقصد إيذاءها، وإنما منعها من الخروج، واستمعت المحكمة إلى قول الزوجين وعدد من الشهود من أسرتيهما، وقررت معاقبة الزوج بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، وتعويض الزوجة بمبلغ 20 ألف درهم؛ نتيجة الكسور التي حدثت في قدمها.