عادي
مناخات وأخيلة حالمة لـ 7 مبدعين عرب

قصائد تعزف موسيقى الجمال في مهرجان الشعر العربي

23:15 مساء
قراءة 3 دقائق
عبدالله العويس ومحمد القصير ومحمد البريكي يتوسطون حضور الأمسية
الشارقة - «الخليج»
شهد قصر الثقافة بالشارقة مساء أمس الأول الخميس، انطلاق فعاليات الأمسية الشعرية الثالثة لمهرجان الشارقة للشعر العربى بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وجمع غفير من الشعراء والنقاد والمثقفين والإعلاميين محبي الشعر العربي الذين احتفوا بالقصيدة عبر تفاعلهم الإيجابي وحضورهم الحاشد في قاعة قصر الثقافة.
قدم الأمسية مخلص الصغير من المغرب، الذي ثمن عالياً جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لدعمه اللامحدود للثقافة والشعر العربي.
شارك فى إحياء فعاليات الأمسية 7 من الشعراء، حلقت قصائدهم في فضاءات الحب والانتماء والذكريات، ولامست وجدان الحضور ومشاعرهم وحنينهم وعشقهم للجمال والتميز.
افتتحت القراءات الإماراتية نجاة الظاهري بقصيدة تفاؤلية عنوانها «أمل قد يتحقق»، قدمت فيها رؤية مغايرة للصورة السوداوية التي ألبست فيها قصائدها، فقالت:
لن ينتهي العمرُ قبل الفرحةِ الكبرى
قبل الوصول إلى حلمي.. وذا الأحرى
إني سعيتُ.. وما زالت خطاي على
هذا الطريق تدوس الشوك، والزهرَا
إني بنيتُ وأعليتُ السلالم.. لم
أحفل بما قيل لي: «لن تبلغي الشِّعرى»
إني نثرتُ بذوري.. سوف أحصدُ ما
قد كنتُ أرعاهُ، صبراً تالياً صبرا
آمنتُ بالنورِ أصلاً لا شريكَ له
والحبَّ طرقاً، نجاةً، قوةً، نصرا
ومن السعودية حضر د. عبدالله الخضير بحلة الشعر، ليسافر بالحضور إلى عالم الروح وتأمل الحياة بحروف تعزف على موسيقى الجمال، فقرأ قصيدته «طفلٌ يقرأ المعلقة» فقال:
مَنْ يوقدُ النّارَ، تلكَ النّارُ تمنحني
جمر الغوايةِ في محراب صومعتي
ما كانَ صوتُ شهيقي لحظَ زفرتِها
إلاّ أنيناً تغنّى وسْطَ حُنجرتي
ما إن تنهدتُ حتى ضاقَ بي وجعي
وإن تنفّستُ خانتني معي رئتي
عمر الأزمي من المغرب حلق في مناخات أخيلته وصوره الشعرية وموشحاته الحزينة، وقرأ «فصل ختامي لموشح حزين» قائلا:
تَعثَّرْتُ في نبض الكمانِ وشجْوِهِ
تعثُّرَ طِفْلٍ ما بأوّلِ خَطْوِهِ
لأوتارهِ مشدودةً رحْتُ أنتمي
وأعشقُهُ في بُعْدِهِ أوْ دُنُوِّهِ
فإنْ ذبحتني سَحْبَةٌ قلْتُ يا دمي:
بربِّكَ لا تنْشفْ إذا لمْ تُرَوِّهِ
وقرأ علي خالد العيثان من العراق قصائد عالية التصوير تتحلى بعمق اللغة والخيال وتتسم يإيقاعات خاصة، فاستهل بقصيدة «مرآةُ الأسئلة» مخاطباً ذاته أولاً فقال:
هل أنت حقاً بخير يا أنا؟؟، فأنا
محدودب الظهر،عمري في نهايتِهِ
أشكو تسرب أوقاتي، أحن إلى
حلمي الذي كان حلوًا في بدايتِهِ
هل أنت حقًا بخير، قلتها وأنا
أراه يضحكُ يمضي في حكايتِهِ
أما جعفر حجاوي من الأردن فقرأ قصائده متنقلاً بين العمود والتفعيلة، سابحاً في ملكوت الذات والعاطفة، وقال من قصيدة تفيض شوقاً ووجداً:
آمنتُ باللغةِ المصابَةِ بالبكاءِ وبالأسى
آمنتُ أنّ هويتي لغتي وحزني
كلّما ركضت بي الأيامُ
أدرِكُ أن شيئاً ما يضيعُ الذكرياتُ
أحمد حسن عبد الفضيل من مصر، قرأ للشارقة قصيدة صادقة المعنى، جميلة المبنى، تفيض محبة ووجداً، ومن قصيدة «واسطة العقد»:
كَـأَنَّ بِلادَ اللهِ دُرٌّ مُنَضَّـدٌ
لِعِقْـدٍ عَلى جِيدٍ فرَائـِـدَهُ يُبدِي
وَما تـَمَّ حُسْــنُ العِقْـدِ إِلاَّ بِحُسْنِهَا
فَشَارِقَتِي فِي العِقْـدِ وَاسِطَةُ العِقْـدِ
بِقَصْبَــائِهَـا أَصْغَيْتُ وَالموْجُ هَـامِسٌ
لِبَوحِ قَنَاةٍ نَـاعِمِ الجَزْرِ وَالمَدِّ
واختتم القراءات حســن إبراهيـــم حســــن مـــن سوريا وتميزت قصائده بطابعها الأليف في الصورة والخيال والتكثيف، وقال في قصيدته «غمّازة»:
لقد تعبتْ سنابلنا .. لقد تعبتْ رحى الموتِ / فماذا لو نسينا الحر .. بَ تنبحُ خارجَ البيتِ؟ / لو انعَطَفَ الحديث بنا .. إلى غمّازةِ البنتِ / إلى الخلخالِ، رنّتهُ.. تُرَوِّضُ ذئبةَ الصمتِ.
وفي ختام الأمسية تم توقيع ديوان الشخصية العربية المكرمة الشاعر الدكتور عارف الساعدي من العراق، ليسدل الستار عن رابع أيام المهرجان، فى أجواء اتسمت بالجمال، فى سماء الإبداع برمزيتها العالية ومجازاتها المحلقة، لتبرز لوحات فنية متنوعة الأشكال، بحروف الشعراء والمبدعين العرب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yck2y37d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"