عادي

كيف نفهم المكتبة؟

00:32 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

في كتابه «مكتباتهم» يشير الكاتب المغربي محمد آيت حنا إلى أن فالتر بنيامين كان أحد القلائل الذين فهموا المكتبة، لا كفضاء لحفظ الكتب، وإنما كسيرورة لا نكاد نستبين بدايتها، إذ يصعب الإمساك بأول كتاب بدأنا به تأسيس مكتبتنا الخاصة مثلما يصعب تحديد أول كتاب قرأناه، لكنها فعل يصبو إلى النهاية، تلك النهاية التي وحدها ينكشف فيها السر، ونستطيع الإجابة عن السؤال: لم جمعت كل هذه الكتب؟

يؤكد حنا أن كل مكتبة بها كتاب ملعون بدرجة أو بأخرى، كتاب لا يرغب صاحب المكتبة في أن نتصفحه، وإن كان يضعه بإهمال بين باقي كتبه، كتاب يترصد باقي الكتب، وينتظر اللحظة التي ينتفض فيها على عالم القارئ، ليمحو ما سواه، مثل لحن متعذر النسيان، ينشب أظافره في الذاكرة.

في مقطع بعنوان «مكتبة فيتجنشتاين» يكتب آيت حنا عن كتاب واحد فقط لا غير، لكنه يؤلف مكتبة بأكملها، لا تضم سوى كتاب واحد فقط لا غير، مكتبة لا تضم رفوفها إلا كتاباً واحداً هي أشبه بمتجر يعرض منتوجاً واحداً على سبيل الحصر.

يصف برتراند راسل ببراعة في نص كتبه عن تلميذه فيتجنشتاين كيف أنهما أثناء رحلتهما إلى روسيا، وجدا مكتبة كان صاحبها يبيع كتاباً واحداً فقط: الإنجيل، الغريب أنك حينما تواجه هذا النوع من المكتبات تضطر إلى شراء الكتاب حتى وإن لم يكن يعني لك شيئاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/49y6m2nc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"