عادي

الهاتف نعمة تستوجب الشكر

22:52 مساء
قراءة 3 دقائق

الهاتف نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان، فقد وفر عليه الكثير من الجهد والوقت والمال، وقرّب المسافات، وصار باستطاعته أن يطمئن على أقاربه، أو يعزي، أو يبارك، أو يبر والديه، أو يقضي مصالحه، مهما تباعدت المسافات.

ووفقاً لعبدالعزيز بن فتحي ندا في «موسوعة الآداب الإسلامية المُرتّبة على الحُروف الهجائية»، فإن نعمة الهاتف تستوجب الشكر الذي يكون بالتعامل معها بمقتضى آداب الإسلام. وترتبط الآداب المتعلقة بالهاتف بثلاثة محاور، أولها ما يتعلق بالمتصل، والثاني بمستقبل المكالمة، والثالث يشترك فيه الجميع.

أولاً: الآداب المتعلقة بالمتصل:

  • النية الصالحة: ينبغي للمتصل أن يستحضر نية صالحة في اتصاله، فينوي التماس الأجر والثواب في اتصاله بوالديه براً بهما، أو بأقاربه صلة للرحم، أو بصديقه محبة في الله تعالى، فإنه يؤجر على تكلفة المكالمة، والوقت المبذول فيها.
  • عدم الاتصال في أوقات غير مناسبة إلا لضرورة: وهي الأوقات المتأخرة ليلاً، أو في الصباح الباكر، أو في أوقات الراحة من القيلولة والظهيرة،.
  • عدم دق الهاتف لأكثر من ثلاث: إذا كانت السنة ألا يقرع الباب أكثر من ثلاث مرات، فالأصل ألا يترك جرس الهاتف يرن أكثر من ذلك، فقد يؤدي تكراره إلى إزعاج النائمين، أو المرضى.
  • أن يبدأ المتصل بالسلام: هو بمثابة طارق الباب، ولذا عليه هو أن يبدأ بإلقاء السلام أولاً.
  • تعريف المتصل بنفسه: لأنه في معنى الزائر، ويجب عليه أن يعرف بنفسه ليستأنس المستقبل.
  • وضع السماعة برفق عند إنهاء المكالمة: إذا فرغ المتكلم من مكالمته، وأراد إغلاق الخط، فإنه بعد السلام على الطرف الآخر بما يفيد إنهاء المكالمة، عليه أن يضع السماعة برفق وبهدوء، لا بعنف يتوهم معه الطرف الآخر أن صاحبه غضب لسبب ما، فإن المسلم مطالب بتجنب كل قول أو فعل يؤدي إلى نزغ الشيطان بينه وبين أخيه.

ثانياً: آداب تتعلق بالمستقبل للمكالمة:

  • عدم ترك الهاتف يرن دون إجابة: هذا ليس من خلق المسلم، لأنه قد يكون هناك من يستنجد به، أو من يحتاج إلى مساعدته، أو قريب يريد زيارته.
  • عدم ترك الصغار يردون على الهاتف: قد لا يفهمون المتحدث، ولا يستوعبون كلامه، وربما كان شخصاً يتصل لأمر عاجل، وقد تفوت بسبب ذلك مصالح مهمة، أو تقع مفسدة ما.

ثالثاً: آداب عامة:

  • استعمال الهاتف في طاعة الله: كالاتصال بالأقارب، والإخوان في الله، والجيران وتفقد أحوالهم، والاطمئنان عليهم، فإن هذا نوع من الصلة والإحسان.
  • ألا تتعمد المرأة ترقيق صوتها في الهاتف: هذا أمر لا يجوز، فقد قال تعالى:«فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا» الأحزاب ٣٢.
  • عدم استعمال الهاتف بشكل يعرض الآخرين لضرر: هذا أكثر ما يكون عند قيادة السيارة، وقد يتسبب هذا في فقدان التركيز أثناء القيادة، بما يؤدي لوقوع حوادث تضر بالشخص وبغيره، وقد يتسبب في إزهاق الأرواح، لأن الإسلام يمنع الشخص من تعريض نفسه أو غيره للضرر.
  • إغلاق الهاتف عند دخول المسجد: رنينه في بيت الله يشغل صاحبه عن الذكر والصلاة، أو يذهب خشوع غيره من المصلين والذاكرين.
  • عدم التباهي أو التفاخر بالهاتف: بعض الناس قد يتعمد إظهار امتلاكه أغلى الأنواع )، من باب الزهو بالنفس، وهذا محرم وفاعله متكبر يشبه من قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يتبختر، يمشي في برديه قد أعجبته نفسه، فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة» رواه مسلم.
  • عدم التسمع إلى حديث الآخرين: لا يجوز شرعاً تعمد التنصت، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من استمع إلى حديثِ قومٍ وهم له كارِهونَ صُبَّ في أذنه الآنُكُ يومَ القيامة» والآنك هو الرصاص المذاب. رواه البخاري.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yncjk3ns

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"